* جرم التعدي واكتساب الإثم، و الجرم الذنب، و أجرم ارتكب جرما فهو مجرم، و المجرم المذنب(1)، و من هذا التعريف تضهر عدة معاني:

01)                القطع: يقال: جَرَمَ ، يَجْرِمُ، جَرْما، بمعنى قَطَعَ، ومنه جَرَمَ النخل، يجْرِمُهُ جَرْماَ و اجْتَرَمَهُ، أي صَرَمَهُ، فهو جارمٌ بمعنى صارِمٌ و قاطِعٌ لثمرته.
02)                الكسب، يقال: " جَرَمَ لأهله بِجَرْمٍ، بمعنى يتكسب و يطلب، فهو جريمة أهله، أي كاسبهم".
03)                الذنب، يقال: جَرَمَ و أجْرَمَ جُرْماً و إِ جْراماً، إذا أذنب، فالجارِمُ و المُجْرِمُ هو المُذْنِبُ، و الجُرْمُ و الجَرِيمة بمعنى فعل الذنب".(2).[1]

*   الجُرمُ و الجَريمة: الذنب، و تَجَرَمَ عليه: أي ادعى عليه ذَنبا لم يفعله، و هي من باب ضرب و اكتسب الإثم.
فال تعالى:" و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى...". و المجرمُ: المذنبُ، و الجارِمُ: الجاني، و لا يَجْرِمنكم: أي لا يَكْسِبَنكم و لا يدخلكم في الجُرْم، أي الإثم.(3).

* ورد على لسان العرب أن جَرَمَ بمعنى جنى جريمة، و جَرَمَ إذا عظم جُرْمُهُ أي أَذْنَبَ.(4).
و تطلق كلمة جريمة على ارتكاب كل ما هو مخالف للحق و العدل والطريق المستقيم، و اشتقت من ذلك كلمة إجرام و أجرموا، قال تعالى:" إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون".
و قال تعالى:" كلوا و تمتعوا قليلا إنكم مجرمون"، و تبين هذه الآيات أن الجريمة فعل ما نهى الله عنه، و عصيان ما أمر الله به، أو بعبارة أعم عصيان ما أمر الله به بحكم الشرع الشريف.
و يتبين مما تقدم أن الجريمة في اللغة العربية استخدمت للإشارة إلى الكسب المكروه و غير المستحسن و مخالف للحق و العدل كما يراد منها الحمل على فعل آثم.



1)     الإمام. محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي، مختار الصحاح، إخراج دائرة المعاجم، مكتبة لبنان، بيروت، 1989، ص89.
2)     د. أحمد مختار عمر، د. داود عبده و آخرون، المعجم العربي الأساسي، المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم، جامعة الدول العربية، توزيع لاروس، 1989، 242.243.
3)     القرطبي: تفسير القرطبي، 06/110،45. الفيومي: المصباح المنير، 01/97. المناوي: التعاريف 01/239. الرازي: محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي، (ت 721): مختار الصحاح، 1ج، تحقيق: محمود خاطر، مكتبة البيان، ناشرون بيروت، 1415، طبعة جديدة، مكتبة لبنان، 1/43، الفراهيدي، الخليل بن أحمد 100- 175: العين، 8ج، تحقيق: مهدي المخزومي، إبراهيم السامرائي، دار و مكتبة الهلال، 06/118 – 119.
4)     ابن منظور:  لسان العرب، ج12، دار صادر للطباعة، بيروت، 1990، ص 91.

 
Top