مفهوم
الأسرة:
الأسرة عبارة عن جماعة أولية باعتبارها الوحدة الأساسية في المجتمع ، وهي عريقة في القدم ، حيث تمتد جذورها إلى نشأة الحياة الإنسانية، وتعاصر نشأة الإنسان الأولي ، وهي جوهرية في تكوين الفرد ، حيث تشبع حاجاته الأساسية ، وهي عامة وتلقائية بين أفراد النوع الإنساني كافة في مختلف بقاع الأرض وخلال الأجيال المتعاقبة. وفي جماعة الأسرة تبرز وتتشكل إلى حد كبير شخصية الفرد، ففي نطاقها الضيق يتلقى الفرد مؤثراته الاجتماعية الأولى وبتلق لأول مرة نماذجه الثقافية والمعايير الاجتماعية والخلقية وبتعلم بعض الاتجاهات النفسية والاجتماعية. والأسرة كظاهرة اجتماعية ليست من صنع فرد
أو أفراد ، ولا هي خاضعة في تطورها لما يريده لها المشرعون وإنما تنبعث من تلقاء نفسها عن العقل الجمعي واتجاهاته وتخلقها طبيعية الاجتماع وظروف الحياة ، وتتطور وفق نواميس عمرانية ثابتة لا يستطيع الأفراد تغييرها أو تعديلها.
و قد اختلف العلماء في إعطائها
تعريفا موحدا و دقيقا، حيث ذهب كلٌ إلى
تعريفها حسب رؤيته و نظرته لها، فقد عرفها:
أرسطو الأسرة أول اجتماع تدعوا إليه الطبيعة إذ من الضروري أن يجتمع كائنات لا غنى لأحدهما عن الأخر وهما الرجل والمرأة ، أي اجتماع الجنسين للتناسل ، وليس في هذا شيء من التحكم ، ففي الإنسان كما في الحيوانات الأخرى والنبات نزعة طبيعية ، وهي أن يخلق بعده مولوداً على صورته، فالاجتماع الأول والطبيعي ، وفي كل الأزمنة هو العائلة حيث تجتمع عدة عائلات فتنشأ القرية ، ثم المدينة ، فالدولة.
أما
" أوجست كونت
" فيرى أن الأسرة هي الخلية الأولى في جسم المجتمع ، وهي النقطة التي يبدأ منها التطور، ويمكن مقارنتها في طبيعتها ومركزها بالخلية الحية في المركز البيولوجي
(جسم الكائن الحي) ويرجع كونت ذلك إلى عدم اعترافه بالوضع الاجتماعي للفرد ، والفردية في نظره لا تمثل شيئاً في الحياة الاجتماعية التي لا تتحقق بصورة كاملة إلى حيث يكون امتزاج عقول وتفاعل أحاسيس ، واختلاف وظائف ، والوصول إلى غايات مشتركة. و
أن هذه الفردية لا تتحقق فيها شيء من هذا القبيل ولكن يتحقق ذلك من خلال الأسرة.(1)
ويعرف بيرجس ولوك bungess E &
Locke الأسرة بأنها مجموعة من الأشخاص ارتبطوا بروابط الزواج ،الدم ، التبني ، مكونين حياة معيشية مستقلة، ومتفاعلة ، يتقاسمون الحياة الاجتماعية كل مع الآخر ، ولعل من أفرادها ، الزوج والزوجة ، الأم ، الأب ، الابن والبنت،
ولهم دوراً اجتماعياً خاصاً بهم ولهم ثقافتهم المشتركة.(2)
ويعرفها" كنجزلي ديفز Kingsley Divis "
بأنها جماعة من الأشخاص الذين تقوم بينهم علاقات على أساس القرابة وخاصة العصب ويكون كل منهم بناء علي ذلك صهر للآخر(3).
أما " أوجبرن Ogburn
"فيعرف الأسرة بأنها رابطة اجتماعية من زوج وزوجة وأطفالهما – أو بدون أطفال – أو من زوج بمفرده مع أطفاله ، أو زوجة بمفردها مع أطفالها ، كما يضيف" أوجبرن" أن الأسرة قد تكون أكبر من ذلك بمعنى أنها تشمل – بالإضافة إلى الأفراد السالف ذكرهم ، أفراداً آخرين مثل الجدود والأحفاد وبعض الأقارب على أن يكونوا مشتركين في معيشة واحدة مع الزوج والزوجة والأطفال.(4).
ويرى مصطفى الخشاب أن الأسرة اتحاد تلقائي تؤدي إليه القدرات والاستعدادات الكامنة في الطبيعة البشرية النازعة إلى الاجتماعي وهي بأوضاعها ومراسيمها عبارة عن مؤسسة اجتماعية تنبعث عن ظروف الحياة والطبيعة التقائية للنظم والأوضاع الاجتماعية ,
وهي ضرورة حتمية لبقاء الجنس البشري ودوام الوجود الاجتماعي ، فقد أودعت الطبيعة في الإنسان هذه الضرورة بصفة فطرية ،ويتحقق ذلك بفضل اجتماع كائنين لاغني لأحدهما هن الأخر وهما الرجل والمرأة ، والاتحاد الدائم المستقر بين هذين الكائنين بصورة يقرها المجتمع هو الأسرة ، فالحصول على ثمرات لهذا الاتحاد شرط ضروري لاستكمال الأسرة مقوماتها [1]الذاتية(5).
و في المعجم
الكبير لعلم الاجتماع : الأسرة هي" مجموعـة
أفـراد ذوي صــــــلات معينـة مـن قرابـة أو نسـب ينحـدر بعضـهم مـن بعـض
أو يعيشـون معـا وكانـت الأسـرة فـي الجماعـات الأولـى واســـعة كـل الســـعة بحيـث تسـاوي العشـيرة
ثـم أخـذت تضـيق شـيئا فشـيئا و حتـى أصـبحت لاشتــــــمل إلا الـزوج والزوجـة وأولادهما ما داموا في
كنفهم(6).
أما في تعريف موسوعة Universels
فنجد أن الأسرة هي" أب ,أم , أطفال وهي الوحدة الإقامية ( السكنية
) والاقتصادية الأساسية والتي بفضلها تتم عملية التربية والإرث"(7).
و تعرفها سناء الخولي فتقول: الأسرة هي " الجماعة الأولى التي يتكون منها البنيان الإجتماعي وهي أكثر الظواهر انتشارا وتأثيرا بالأنظمة الاجتماعية الأخرى كما كانت ولا تزال عاملا هاما ورئيسيا من عوامل التربية والتنشئة الاجتماعية "(8).
أما التعريف الإسلامي للأسرة فقد ورد كما يلي :
الأسرة هي " وحدة أساسية من وحدات المعمار الكوني وبناء أساسيا من بنية المجتمع الإسلامي يتضافر مع الأبنية الأخرى في تحقيق مقاصد الاستخلاف ".
و فقا للتعاريف السابقة نخلص إلى أن الأسرة
عبارة عن بنيان اجتماعي يقوم على علاقات القرابة ( النسب و الزواج ) و تتمثل في مجموعة من العلاقات الاجتماعية
التي تحددها الثقافة و التي توجد بين الأقارب الذين يعيشون سويا أو يتفاعلون بدرجة
تسمح بذلك باعتبارهم وحدة واحدة، كما ننوه إلى أن هناك تعاريف أخرى للأسرة غر أنها
لا تكاد تختلف على هذه التعريفات إن لم نقل هي نفسها.
أنماط الأسرة:
للأسرة عدة أنماط نذكرها كالتالي:
01)
الأسرة النووية أو البسيطة:
يطلق عليها أيضا اسم الأسرة الزوجية و
الأسرة البسيطة و هي الأسرة المكونة من الزوجين وأطفالهم وهي النمط الشائع في معظم
الدول الأجنبية وتقل في أغلب الدول العربية، حيث يكون الأب و الأم هما لب البناء
الأسري و نواته، وتتسم هذه الوحدة الأسرية بقوة العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة
بسبب صغر حجمها، و تعتبر وحدة اجتماعية مستمرة لفترة مؤقتة كجماعة اجتماعية، حيث تتكون
من جيلين فقط وتنتهي بانفصال الأبناء ووفاة الوالدين، وتتسم بالطابع الفردي في الحياة
الاجتماعية.
وتعرفها حنان العناني" بأنها عبارة عن جماعة تتكون من الزوجين وأبنائهما غير المتزوجين ومن السمات الأساسية للأسرة النووية أنها جماعة مؤقتة حيث ينتهي وجودها بوفاة أحد الوالدين "(11).
02)
الأسرة الممتدة أو الموسعة:
هي الأسرة التي تتكون من ثلاثة أجيال أو
أكثر حيث تشمل جيل الأجداد و جيل الآباء و جيل الأبناء، وهي النمط الشائع قديماً في
المجتمع ولكنها منتشرة في المجتمع الريفي، بسبب انهيار أهميتها في المجتمع نتيجة تحوله
من الزراعة إلى الصناعة، وتتنوع إلى أسرة ممتدة بسيطة تضم الأجداد والزوجين والأبناء
وزوجاتهم، وأسرة ممتدة مركبة تضم الأجداد والزوجين والآباء والأبناء وزوجاتهم والأحفاد
والأصهار والأعمام، وهي تعتبر وحدة اجتماعية مستمرة لما لا نهاية حيث تتكون من 3 أجيال
وأكثر، وتتسم بمراقبة أنماط سلوك أفراد الأسرة والتزامهم بالقيم الثقافية للمجتمع،
وتعد وحدة اقتصادية متعاونة يرأسها مؤسس الأسرة، ويكتسب أفرادها الشعور بالأمن بسبب
زيادة العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة.
و قد عرفها الأستاذ "مصطفى بوتفنوشت" الأسرة الممتدة (الموسعة) هي الأسرة المتسعة مهما كان حجمها وتستطيع هذه الأسرة أن تتنوع حسب ظروف الزواج والمواليد فبإمكانها أن تجمع بين الأسلاف والأجداد والأقارب من الجانبين"(9).
أما سناء الخولي" تعرفها بأنها تتكون من الزوج والزوجة والأولاد الإناث
والذكور غير المتزوجين والأولاد المتزوجين وزوجاتهم وأبنائهم وغيرهم من الأقارب كالعم و العمة والابنة والأرملة، وهؤلاء جميعا يقيمون في نفس المسكن ويشاركون في حياة اقتصادية واجتماعية واحدة تحت رئاسة الأب الأكبر أو رئيس الأسرة
"(10).
03) الأسرة المشتركة:
هي الأسرة التي تقوم على عدة وحدات أسرية
تتكون من الأب و الأم و الأولاد من زوجة سابقة أو لأولاد من زوج سابق، وتجمعهم الإقامة
المشتركة والالتزامات الاجتماعية والاقتصادية.
و هناك من يضيف صنف آخر وهو " الأسرة الاستبدادية والأسرة الديمقراطية "، حيث
يرون أن الأسرة الديمقراطية تنتشر في المجتمعات المتقدمة والصناعية، وهي أسرة تقوم
على أساس المساواة والتفاهم بين الزوجين، فلا يتمتع أحد الزوجين بسلطة خاصة على الأخر.
أما الأسرة الاستبدادية فتقوم على سيطرة الأب على الأسرة واعتباره مركز السلطة المطلقة
داخل الأسرة، ولا تمتلك الزوجة شخصيتها الاجتماعية أو القانونية. وهذا في رأيي لا
يعتبر تصنيف و إنما وصف.
خصائص الأسرة:
01/
الأسرة
أول خلية لتكوين الفرد و بالتالي تكوين المجتمع، فهي
أول منظمة اجتماعية تتلقى الفرد وتوفر له الرعاية والغذاء وكل متطلبات التنشئة الاجتماعية ومن هنا فإنه في داخل هذه المنظمة يتشرب قواعدها التنظيمية ، ويخضع لسنتها الاجتماعية وعاداتها وأعرافها وتقاليدها ، ويتفاعل تفاعلاً مباشراً مع بقية أفرادها و عليه فهي أساس الاستقرار و الأمن الاجتماعي.
02/ تقوم الأسرة على أوضاع وعوامل يقرها المجتمع فهي ليست عملا إراديا لكنها من عمل المجتمع وثمرات الحياة الاجتماعية.
03/ تمتاز الأسرة كمنظمة اجتماعية بأنها حجز الزاوية في البناء الاجتماعي باعتبارها نقطة الارتكاز التي
ترتكز عليها بقية منظمات المجتمع الاجتماعية الأخرى ، ذلك أن الأسرة كنظام اجتماعي تصلح من بقية النظم الاجتماعية ، وإذا فسدت كل النظم الاجتماعية الأخرى في المجتمع.
04/ تمتاز الأسرة كمنظمة اجتماعية بأنها تمارس ضبطاً اجتماعياً له أهميته على أفرادها ، وهذا الضبط يأتي من جهة – من التنشئة الاجتماعية التي توفرها الأسرة لأفرادها وكلما كانت تنشئة الأطفال على أساس الأمانة والإخلاص والصدق والإيثار... كانت تلك الصفات صفات أفرادها فيما بعد والعكس صحيح ومن جهة أخرى فإن سلوك العائلة التي تعتبره الأسرة إحدى وحدتها ينعكس على أفرادها فكلما تمسكت العائلة بأنماط السلوك السليمة أضطر أفرادها إلى مجاراتها حتى لا يتعرضوا لعقوباتها والعكس صحيح.
05/ الأسرة كونها نظاما اجتماعيا تؤثر ويتأثر بالنظم الاجتماعية الأخرى فإذا كان النظام الأسري منحلا وفاسدا، فإن هذا الفساد ينعكس على الوضع السياسي والاقتصادي لذلك نشاهد في المجتمعات المستقرة سياسيا أن خلية الأسرة مدعمة وقوية ومحل رعاية الدولة.
06/ تعتبر الأسرة وحدة اقتصادية، فقد كانت قائمة في العصور القديمة بكل مستلزمات الحياة واحتياجاتها وكانت تقوم بكل مظاهر النشاط الاقتصادي وبالرغم من التطورات التي تطرأ على النظم الأسرية إلا أنها ما تزال تؤدي وظائفها الاقتصادية.
07/ الأسرة هي الوسيط الذي اصطلح عليه المجتمع لتحقيق غرائز الإنسان ودوافعه الطبيعية والاجتماعية، وذلك مثل حب الحياة وبقاء النوع وتحقيق الغاية من الوجود الاجتماعي، وتحقيق الدوافع الغريزية والعواطف والانفعالات الاجتماعية(12).
وظائف الأسرة:
يرى " ويليام أجبرن " أن
الأسرة الحديثة و بالرغم من أنها فقدت
الكثير من وظائفها الأساسية و المهمة مقارنة بالأسر في العصور الماضية، حيث يقول:
" أن مأساة الأسرة الحديثة تكمن في فقدانها لأغلب الوظائف التي كانت تقوم بها "، إلا أنها
تتمتع بوظائف لا غنى عنها في حياة الأفراد، و عليه ذكر " ويليام " خمسة
وظائف للأسرة هي: الوظيفة الاقتصادية والوظيفة التعليمية والوظيفة البيولوجية والوظيفة الاجتماعية والوظيفة النفسية.
01/
الوظيفة
البيولوجية:
و هي الحافظة على النسل حتى يستمر بقاء
النوع البشري و ذلك من خلال عملية إنجاب الأطفال، و يتم ذلك من خلال اتصال جنسي
مشروع يستلزم تصديق المجتمع و قبوله و ذلك وفق قواعد تمثل في جملتها تنظيمات
اجتماعية تتحكم فيها العادات و التقاليد المجتمعية وبناء على تعاليم دستورية إلهية.
02/
الوظيفة
الاقتصادية:
كانت الأسرة تشكل وحدة إنتاجية واستهلاكية تتميز باقتصاد الكفاف أي أنها تستهلك ما تنتجه، فالأسرة هي التي كانت تؤّمن لأفرادها العمل إما في الزراعة أو في التجارة أو في الأعمال الحرفية، إذ يشارك أفراد الأسرة في ملكية وسائل الإنتاج فالملكية في الأسرة جماعية تعود للكل وليس للفرد أو لعضو من الأسرة.
غير أن هذا النوع من الوظيفة قد انقرض
نتيجة التطور الصناعي خاصة في المجتمعات المتقدمة و التي تحولت إلى وحدات اقتصادية
مستهلكة بع أن هيأ المجتمع للأسرة منظمات جديدة تقوم بعمليات الإنتاج الآلي و
توفير السلع و الخدمات.
غير أن هذه المنظمات و هذا النوع من
التغير الوظيفي أجبر أفراد الأسرة على السعي للعمل خارج محيط الأسرة و وأثر تأثيرا
بالغا على الزيادة المستمرة في نفقات المعيشة مما أدى إلى خروج المرأة إلى ميدان
العمل للمساعدة في إعالة الأسرة و تحمل مسؤوليات المعيشة.
03/
الوظيفة
التعليمية:
كانت و لا تزال الأسرة المنبر التعليمي
رقم واحد، كونها المشرف الأول و الدائم لتعلم أبنائها حيث تتمتع بدور رئيسي في
عملية النمو العقلي و التعليمي لأبنائها، حيث نلاحظ أن الأسر قديما كانت تقوم
بتعليم أفرادها و لا نعني تعليم القراءة و الكتابة و إنما نعني الحرفة و الصنعة أو
الزراعة و الشؤون المنزلية.
و بعد التغير الذي طرأ على الأسر إذ
أصبحت حصة الأسد لعملية التعليم خاصة بالمدرسة نجد أن الأسرة لا تزال تشرف على واجبات أطفالها المنزلية، وهذا الدور لا يستهان به لأن الوالدين هما الذين يؤثران على مستوى الفهم والتقدم لدى الطفل وخاصة بالمدرسة، وهذا شعور بالمسؤولية والمستوى الثقافي والتعليمي، ومما لا شك فيه هو اتجاه الآباء مؤخرا
نحو الاهتمام بأبنائهم.
04/
الوظيفة
الاجتماعية:
للأسرة وظيفة اجتماعية بالغة الأهمية، فهي
المؤسسة الأولى التي تستقبل الطفل منذ الميلاد، فهي إذا المؤسسة الأولى لعملية
التنشئة و التطبيع الاجتماعي للطفل و
تحويل سلوكه إلى سلوك اجتماعي و نقل التراث الاجتماعي من جيل إلى جيل، وبمعنى آخر تعليم الفرد واندماجه في ثقافة مجتمعه وٕإتباع تقاليده، حيث يتوقف أثر الأسرة في عملية التطبيع الاجتماعي على عوامل منها: وضعها الاجتماعي والاقتصادي ومستواها الثقافي وحجمها وتماسكها واستقرارها بوجهها العاطفي الذي يتجلى في معاملة الوالدين بعضهما لبعض وما يقوم به الإخوة من تنافس ومهما تكن حالتها ومستواها.(13).
05/
الوظيفة
النفسية:
يعتبر الإشباع النفسي و الارتباط
الانفعالي من أهم ما تقدمه الأسرة لأبنائها فالإنسان لا يحتاج للغذاء فقط، لكي ينمو ويكبر، لكنه بحاجة إلى إشباع حاجاته النفسية كالحاجة
إلى الحب، الحنان، الأمن والتقدير، وهذا لا يمكن أن يتم إلا من خلال الأسرة، حيث أنها المكان الأول الذي يجد فيه الفرد الحنان و الدفء العاطفي(14)، فالأسرة إذا لها آثارها على النمو النفسي
السوي وغير السوي للطفل، فهي التي تحدد بدرجة كبيرة إذا كان الطفل سينمو نموا
نفسيا سليما أو سينمو نموا نفسيا غير سليم.
التغيرات
العامة التي طرأت على الأسرة العربية
التغيرات
الاقتصادية:
لقد صاحب التغيرات
الاقتصادية التي طرأت على المجتمعات العربية تغيرات في الأدوار الاقتصادية للأسرة فبعد
أن كانت الأسرة تقوم بالكثير من الأدوار الإنتاجية, حتى أن عددا ملحوظا منها كان يتخصص
في بعض المهن ومن ثم يدرب أبناءه ويعدهم لتوارث هذه المهنة بعد هذا أضحت الأسرة ذات
مساهمات متنوعة ومتباينة في النشاطات الاقتصادية على مستوى المجتمع حتى أننا لا نجد
اثنين داخل الأسرة الواحدة يقومون بأعباء مهنية واحدة في كثير من الحالات ومع أن هذا
التباين والتنوع ليس سلبي في ذاته لأنه من ضروريات التنمية والتطور إلا أن ما يترتب
على التباين المهني بين أعضاء الأسرة من تباين الثقافات الفرعية والقيم داخل الأسرة
لا بد من توظيفه ايجابيا والتنسيق بين ما يعكسه من رؤى ومواقف لأعضاء الأسرة.
هذا ولقد صاحب مشاركة
الكثير من الأمهات العربيات في مجالات العمل خارج الأسرة عدد من التأثيرات في أدوارها
على مستوى الأسرة خاصة دورها في تنشئة الأطفال مع التسليم أن عمل الأم ممكن أن ينمي
شخصيتها ويجعلها تساهم داخل الأسرة وتساهما ايجابيا في الإنتاج على مستوى المجتمع
, إلا أن خروجها إلى ميدان العمل حرم الطفل خاصة في سنوات ما قبل المدرسة من تواجد
الأم بجواره وحرمانه النفسي منها و رعايتها له لما يترتب عن العمل من مشقة و تعب.
أفضى خروج الأم للعمل
إلى تعارض واجبات أدوارها وهذا التعارض اثر سلبا في دورها في التنشئة خاصة لدى الأمهات
اللاتي يستغرقن في العمل وفي طموحهن الشخصي مع غياب بدائل تربوية ملائمة من دور حضانة
ومربيات مؤهلات متدربات لقد صاحبت التغيرات الاقتصادية واجتماعية والثقافية التي حدثت
في معظم الأقطار العربية تباين الثقافات الفرعية بين الأجيال داخل الأسرة وصلت في بعض الحالات إلى ما يسمى بالهوة الثقافية
بين الأجيال فالأجيال الشابة الأكثر تعليما والأكثر اتصالا بمجتمعات أخرى أكثر ميلا
لتبني الجديد وأكثر ميلا للفردية والقيم المادية مما يحدث في النهاية تناقضات قيمية
داخل الأسرة تعرض الطفل لأكثر من نموذج قيمي يمكن أن يؤثر في دور الأسرة في التنشئة
الاجتماعية.
التغيرات
في الوظائف:
فهناك تغيّر وانتقال
عمليتي التربية والتعليم من الأسرة إلى المؤسسات الأخرى ( المدرسة ، الجامعة ) وانتقال
الوظيفة الترفيهية من الأسرة إلى المجتمع فأصبح الترفيه داخل الأسرة مقتصراً على بعض
المناسبات الاجتماعية كحفلات الزواج ونجاح الأبناء والأعياد والمناسبات الدينية , وأشار
معظم الباحثين الاجتماعيين إلى أن تقلص وظائف الأسرة لا يعني تفككها لأن فقدان بعض
الوظائف يزيد من وحدة الأسرة وقدرتها على مواجهة متطلبات التنشئة الاجتماعية وتنمية
شخصية الأبناء , وتعتبر الوظيفة العاطفية والإنجاب ومنح المكانة الاجتماعية وتنشئة
الأبناء أهم وظائف الأسرة الحديثة , كما لا تزال الأسرة العربية حتى الوقت الراهن تقوم
بعملية الحماية الاجتماعية لكبار السن من الأقارب وخاصة الوالدين فالأسرة هي الملاذ
الآمن لكبار السن وأغلب الأسر العربية تضم الوالدين وكبار السن , فالتخلي عنهما في
الوقت الذي يحتاجون فيه للرعاية عيب وعار اجتماعي كبير للأسرة .
التغير
الثقافي:
تحمل ثورة الاتصال
التي حولت العالم إلى قرية صغيرة ألوانا من الثقافات لم يعهدها المجتمع الجزائري التي
لا تساير القيم والعادات والتقاليد المجتمعية سواء الدينية أو العرفية وفي المقابل
أدت إلى غياب المفاهيم الهامة مثل الانتماء والهوية القومية والالتزام داخل المجتمع
.إن هذا الانهيار في المجتمع يصاحبه ذلك التفكك الذي يؤدي إلى اللاتوازن الناتج عن
غياب سلطة الضبط القائمة داخل الأسرة .
إن مصادر الثقافة
والتنشئة باعتبارها كمؤثرات خارجية على الأسرة عديدة منها الإعلام وهذا الذي يشير إلى
التلفزيون ونخص بالذكر الهوائيات المقعرة والانترنت التي انتشرت في فترة ما بعد
1990 بصورة ملحوظة وكبيرة .وهذا ما أثبتته الدراسات الاجتماعية الخاصة بثقافة الصورة
وقد أكدت بعض الدراسات ذلك ونجد "جوسوميروفيتشي" يذهب[2] إلى أن
العناصر المتشابكة بطبيعتها للمكان قد تمزقت عن طريق وسائل الإعلام الإلكترونية مما
ساهم في انخفاض الشعور بالهوية الإقليمية لدى الأفراد وبالتالي للأسر "(15).
الأسرة
و صناعة السلوك الانحرافي:
الأسرة وكالة اجتماعية
يوكل لها مهمة تربية الطفل و تعليمه و إعداده للحياة نفسيا و اجتماعيا و جسميا و
أخلاقيا لتجعل منه إنسانا راشدا سويا، و تضمن له مستقبلا واعدا هنيئا، و ذلك من
خلال وظائف جمة تقوم بها، فهي تشقى ليسعد و تخسر ليربح و تكدح ليفلح، كما أنها
تعتبر من أهم عوامل التنشئة الاجتماعية للطفل، و همي الممثلة الأولى لثقافة
المجتمع و تراثه و عاداته و تقاليده و قيمه و معتقداته، كما أنها المدرسة
الاجتماعية الأولى حيث تصبغ سلوكه بصبغة اجتماعية وتشرف على النمو الاجتماعي له و
تكوين شخصيته و توجيه سلوكه، و لهذا فالتنشئة الاجتماعية هي مجموع العمليات التي
يقوم بها الوالدان من أجل إكساب أبنائهم أساليب سلوكية وقيم و اتجاهات و معايير
يرضى عنها المجتمع من خلال توافق أفراده
عليها في ضوء فلسفة المجتمع و ضوابطه و ثقافته و معتقداته.
" فالأسرة كجماعة
من الأفراد يتفاعلون مع بعضهم البعض، تعتبر الهيئة الأساسية التي تقوم بعملية
التطبيع الاجتماعي، فهي تنقل إلى الطفل خلال مراحل نموه جوهر الثقافة لمجتمع معين،
إذ يقوم الأبوان و من يمثلهما بغرس العادات و المهارات و القيم في القيام بدوره الاجتماعي
و المساهمة في حياة المجتمع "(16).
و انهيار هذه الجماعة
انهيارا ماديا أو عاطفيا أو أخلاقيا يجعلها عاجزة عن توفير مناخ هادئ لأبنائها، مما يعرض
الطفل لألوان من الحرمان و الشعور بالنبذ داخل الأسرة، فينعكس ذلك سلبا على شخصيته
و تكوينه النفسي و الاجتماعي، فلا يتمكن من التكيف مع المجتمع الخارجي، بل و قد
تؤدي به إلى الانحراف عن السلوك العام الذي يتقبله المجتمع، فقد أثبتت أبحاث عديدة
أن " كل خلل أو اضطراب يعرقل الأسرة عن أداء رسالتها في تربية الأطفال على الوجه
الأكمل يؤدي غالبا إلى حالات الانحراف و الإجرام ".(17)
و الواقع أن هناك
الكثير من العوامل المحيطة بالأسرة يمكن أن تكون سببا من أسباب الانحراف، لذا سنتناول أهم العوامل
التي تنبأ بوقوع الانحراف و نذكر:
01/ التصدع الأسري:
تبين من دراسات متنوعة
" أن الأحداث المنحرفين الذين انحدروا من أسر متصدعة
بلغت نسبتهم من
30% إلى 50% و قد رأى الباحث " شو Show " أن 42,5% من أصل دراسة أجريت على 1675 شابا منحرفا من أسر
متصدعة و استنتج الباحث " شلدون "و " اليانور جلوك Sheldon.Glueck
et E.Glueck " من بحثهما على 500 من
الأحداث المنحرفين بمقارنتهم مع 500 من الأحداث غير المنحرفين أن 21% من والدي
الأحداث المنحرفين منفصلون أو مطلقون، بينما بلغت هذه النسبة 11% بالنسبة للأحداث
غير المنحرفين
و تبين لهما أيضا أن 18,3% من والدي الأحداث المنحرفين قد توفي أحدهما بينما بلغت هذه النسبة 13,4% بالنسبة لغير
الجانحين"(18)، و يظهر التصدع الأسري في شقيه المعنوي و المادي.
أولا:
التصدع المادي:
" يقصد بالتصدع
المادي غياب أحد الوالدين أو كليهما لأي سبب من الأسباب بالموت
أو الهجر أو الانفصال
أو الطلاق أو السجن، فهي بيوت محطمة كثيرا ما تؤدي إلى نتائج
سيئة تهيئ للانحراف،
كما يدخل في مضمونه العجز عن الكسب سواء بالبطالة أو التقاعد"(19).
و قد لاحظ كل من
" س. و أ.جلويك S.et E.Gluck " أن أحد رواد الأحداث المنحرفين الممثلين لعينة بحثهم ينحدرون من
عائلات أحادية الأبوين بالمقارنة مع 10% من الأحداث غير المنحرفين و يختص الباحث
" وورث W. Worth "في دراسته سنة 1979 بنتائجه الدالة على أن العائلات المفككة
بسبب الطلاق أبناؤها أقرب للانحراف من العائلات المفككة بسبب الموت "(20).
فالطلاق مثلا له
آثاره السلبية على الطفل، فيحرم من العطف و الحنان و عدم الشعور بالأمن و قد يتعرض
لاختلاف أسلوب التربية فتضطرب حياته، هذا بالإضافة إلى المشكلات المادية
و سوء الأحوال السكنية، أين لا يتوفر أدنى قدر من الراحة، فيدفع الأهل بأبنائهم إلى
الشارع، أين يصبح الطفل عرضة [3]للوقوع في المخاطر و المخالفات التي تصبح
فيما بعد جنحا تؤدي به السجن.
ثانيا:
التصدع المعنوي:
يقصد بالتصدع المعنوي
للأسرة " الخلل و الاضطراب الذي يسود العلاقات بين أفرادها "(21)، فالخلافات
الزوجية تشعر الطفل باللاأمن داخل الأسرة، فيلجأ إلى مصادر
خارجية يلتمس فيها
ما افتقده، كما أن حبه لأحدهما يجعله يتقمص ما يلاحظه من أنماط
سلوكهما و ينضم في
أغلب الأحيان إلى جانب أحد الوالدين و يقف موقفا عدائيا من
الجانب الآخر، هذا
يؤثر أيضا في تنمية مشاعر العدوانية لديه، يظهر الانهيار المعنوي
للأسرة في تلك العلاقة
بين الوالدين و طفلهما،و سوف نتناول أشكال هذه العلاقة ذات الأثر
السيئ على الطفل
من خلال:
المعاملة الوالدية السيئة:
تلجأ الأسرة في كثير من الأحيان، نتيجة لجهلها بنفسية الطفل و اهتماماته إلى
إتباع
أساليب خاطئة في تربيته، فالقسوة في المعاملة تؤدي بالطفل إلى النفور و الهروب
و عدم
تقبل النصح و الإرشاد مما قد يعرض الحدث إلى الانحراف و اللين و العطف المبالغ
فيه
تجعله عاجزا على تحمل المسؤولية و مواجهة المواقف المحبطة، فيلجأ إلى الهروب
مجددا، هنا تظهر حالات المروق و التشرد، فقد أثبتت أغلب الدراسات الحديثة و
التي أحصى فيها الباحثون أهم المشاكل الأسرية التي يتخبطها المنحرفون أنهم يعانون من(
22):
السلطة الأبوية على مستوى العائلة و العاطفة الأبوية المبالغ فيها اتجاه الأبناء،
إذ يسجل
كل من " لي بلون و فريشات
" أنه " في حالة ما إذا لم يتمكن الآباء من المراقبة الفعالة
لأبنائهم و لم يستطيعوا منحهم المشاعر الضرورية، فمن المتوقع وقوعهم في الانحراف
"، كما يلعب الآباء
دورا هاما في إجرام أبناءهم خلال ممارستهم السلطوية في عدة صور حسب " ليماي Lemay "(23):
* الآباء ضعيفي الشخصية:
لا يهتم الآباء برغبات أبنائهم و يعيشون بمنأى عن مشاكلهم و همومهم، لا لشيء
إلا
لتجنب الصراعات و ضمان شيء من الأمان و الهدوء عند العودة إلى المنزل و هناك
بعض الآباء ممن لا يتدخلون في شيء يخص الأبناء بحجة جعل أطفالهم يعيشون تجاربهم
الخاصة بلا نصح و لا توجيه و لا إرشاد، إن اللامبالاة التي يختارها و يفضلها
هؤلاء
الآباء و باختلاف ألوانها و أشكالها، قد تخلق نوعا من مشاعر التسلط و القوة
عند الأبناء
فيعتقدون باللامحدودية لمتطلباتهم المرتبطة مباشرة بأنانية مطلقة اتجاه المجتمع.
* الآباء الحاملين لقيم معارضة للمعايير المقبولة اجتماعيا:
يعتبر الانهيار الخلقي في الأسرة في مقدمة العوامل التي تقود الحدث إلى الانحراف،
فانعدام القيم الروحية و فقدان المثل العليا و اختلال المعايير الاجتماعية داخل
جدران
المنزل، إذ تصبح الجريمة و الاعوجاج و سوء الخلق أمرا عاديا، فيستدخل الأبناء
بذلك
نظاما منحرفا، هو مثال للعائلات التي تتبنى نمطا معيشيا انحرافيا، فيحولون هذه
الفلسفة
لأبنائهم.
* عندما يكون هناك تعارض بين الوعظ الشفوي و الوعظ المعاش:
نأخذ مثالا لذلك، استهلاك المخدرات أو تعاطي الكحول، فعندما يؤنب الأب أبناءه
على
ذلك لكنه يبيحها لنفسه، فهذا السلوك يخلق تناقضا عند الطفل من غموض و حيرة على
مستوى القيم و حذر شديد من البالغين.
* الآباء الذين يسيئون استعمال سلطتهم:
يلعب هؤلاء الآباء دورا كبيرا في الانحراف، فهم متعسفون، فطبيعة تدخلاتهم في
أي
موقف من المواقف، يسودها الوعظ و التوجيه رغم عدم مراقبتهم و لا متابعتهم للنشاطات
اليومية لأبنائهم، قد يكون هذا المحيط المتعسف أصل الاضطرابات العصبية المنتشرة،
أما
العاطفة الأبوية فهي جد ضرورية لضمان الاستقرار النفسي و الاستقلالية و الاكتساب
للأبناء، فإلى أي مدى يصبح القصور العاطفي عاملا مؤديا للانحراف؟:
أولا: القصور العاطفي المبكر و المتأخر:
فحسب ليماي فالأطفال الذين يعانون فراقا مبكرا لآبائهم يصابون بقصور عاطفي
مبكر بين 18 شهرا إلى 3 سنوات و الضرر يكون في أقصاه من3 أشهر إلى 6 أشهر،
يضيف حالات الأطفال المتذبذبين بين عائلة و أخرى، أي الفراق المتتالي، مما يخلق
عندهم عدم الثقة و الغموض اتجاه البالغين، فالمراهق الذي عاش هذا القصور العاطفي
يتميز بجشع و عدوانية، فيتذبذب بمواقف ذات قوة و تسلط و بمظاهر مضطربة و مقلقة
ليشعر من حوله بأنه ضحية نبذ و رفض.
ثانيا: النبذ الانفعالي الحاد:
قد يرافق الآباء أبناءهم يوميا و لكن حضورا جسديا فقط، فيغيب الحضور المعنوي
العاطفي، فالطفل ليس سوى ذلك الكائن الغير مرغوب فيه، فهذا النوع من النبذ قد
ينتج
نفس الآثار السلبية للعجز العاطفي المتأخر و لكنها أقل حدة.
ثالثا: الروابط العاطفية الغير مرضية:
قد نسجل روابط عاطفية غير مرضية عند حالات من الآباء الذين يحاولون منح أبنائهم
اهتمامهم، إلا أنهم في واقع الأمر غير راضين تماما بهذه العواطف الإيجابية،
فيظهرون
تناقضا وجدانيا اتجاه أبنائهم، فمن جهة يصرحون بحب كبير لأطفالهم و من جهة أخرى
تعبر سلوكاتهم على مشاعر عدوانية غير معلنة، النسيان المستمر و المعهود للأشياء
الصغيرة و الهامة التي تخص الأبناء، أيضا الآباء الذين يعمدون و بدون قصد إلى
إيذاء
أبنائهم بصفة متكررة أثناء اللعب أو المناقشة العادية، فكل هذه التناقضات يشعر
بها
الأبناء و تؤثر حقيقة على تعلقهم المباشر بالعائلة و تخلق لديهم اللاّأمن و
اللاّاستقرار.
في الأخير يمكننا القول أن الحياة العائلية المتصدعة و ما يصاحبها من نقص في
الرعاية
و التوجيه، قد تدفع الحدث إلى أن يكون عرضة للانحراف و الجدول التالي يوضح ذلك:
الانحراف و الأسرة:
السلــوك
|
مراهق غير منحرف
|
مراهق منحرف
|
مراقبة الأهل.
|
%78
|
53%
|
عقاب قاس.
|
31 %
|
59%
|
تعلق واضح بالأهل.
|
35%
|
17 %
|
بيئة عائلية مقبولة.
|
71%
|
54%
|
الانتقال إلى أسر بديلة.
|
1%
|
30 %
|
حياة مشتركة مع الأبوين
حتى سن 17 سنة.
|
83%
|
35%
|
عائلة أحادية الأبوين.
|
14%
|
39 %
|
عائلة ذات 3 أطفال فأقل
|
%50
|
23%
|
الرحيل من المنزل لمدة أقل من 3 مرات
|
71%
|
37%
|
تعتبر هذه النتائج الموضحة في الجدول ملخص
الدراسة التي قـام بها كل مـن
لي بلون و فريشات
حول الأسرة و الانحراف.
النتائج المتوصل
إليها و الموضحة في الجدول أعلاه، تبين أن المراهق غير المنحرف
يعيش إشباعا عاطفيا
في محيطه العائلي مقارنة بالمراهق المنحرف.
2)
Burgess E.W. and Locke , H.J. "The Family , N.
1955.
3) Kingsley Dersons, Whose
Relations to noe another based
upon consanguinity and who ane therefore kin to another.
4) Qgbur N W. and N. M. "A
hand book of sociology ,
London , 1957. P. 459.
5) مصطفى الخشاب ، دراسات في علم الاجتماع العائلي ، ط 1 ، القاهرة ،1957، ص 13-16.
6) joseph sumpf et
Michel Hugues dictionnaire de sociologie librairie Larousse paris 1973 p 131.
)
Ogburn . W and nimkoff.M a hand book of sociologie.
New
York 1958 .page 488 .
8) الخولي سناء، الأسرة في عالم متغير، الهيئة المصرية للكتاب، مصر، 1974.
9) بوتفنوشت مصطفى، العائلة الجزائرية، التطورات والخصائص الحديثة، ديوان المطبوعات الجامعية الجزائرية، 1985.
10) الخولي سناء، التغيرات الاجتماعية والتحديث، دار المعرفة الجامعية، جامعة الإسكندرية، 2003.
11) عبد الحميد العناني حنان، الطفل الأسرة والمجتمع، دار الصفاء للنشر والتوزيع، ب.ط، عمان، 2000.
12) الخشاب مصطفى، دراسات في علم الاجتماع العائلي، دار النهضة العربية للطباعة والشر، ب.ط، بيروت 1985
13) فهمي سامية، المشكلات الاجتماعية من الممارسة في الرعاية والخدمات الاجتماعية، دار المعرفة الجامعية، ب.ت.
14)
عبد الحميد مسني محمود، الصحة المدرسية والنفسية للطفل، مركز الإسكندرية للكتاب، ب.ط، 2002.
16) خيري خليل الجمبري، الخدمة الاجتماعية للأحداث المنحرفين، المكتب الجامعي
الحديث، الإسكندريـة، 1984، ص 239.
17) جلال الدين عبد الخالق، السيد رمضان، الجريمة
و الانحراف، المكتب الجامعي الحديث ، الإسكندرية ، 2001، ص 65.
18) علي محمد جعفر، علم الإجرام والعقاب: دراسة تحليلية
لظاهرة الإجرام والسياسة العقابية في التشريع الليبي والمقارن،
المؤسسة الجامعية
للدراسات والنشر والتوزيع، ط1992 ،1، ص 67.
19) منير العصرة،
انحراف الأحداث ومشكلة العوامل، مطبعة تنشئة المعارف، دمشق،1993، ص 157.
20) – Patricia Hanigan, Op.
Cit, P 208.
21) علي محمد جعفر، مرجع سبق ذكره، ص 68.
22) Patricia Hanigan, Op. Cit, P 208.
23) –Ibid, P 209.