انطلاقا من الفلسفة الوضعية في مال العلوم الانسانية عموما، تعتبر المدرسة الوضعية نقطة تحول هامة في دراسة علم الاجرام – الجريمة بشكل عام – و لا نذكر هذه المدرسة دون ذكر روادها الثلاثة الأوائل : " لمبروزو" و " جارافالو" و " انريكو فيري ".(1).
و يمكن القول بأن الفكر الوضعي في علم الاجرام يولي عناية خاصة بشخصية المجرم فهو حجر الأساس في تفسير الظاهرة الإجرامية، فهذه الاخيرة هي صنع الإنسان المجرم أولا و قبل كل شيء، و لهذا يكون من الطبيعي فحص شخصية ها المجرم، و التعرف عل كافة جوانبها ثم محاولة الربط بين خصوصية الجاني و بين الجرم الذي ارتكبه.(2).
الكلام عن هذه المدرسة يجرنا الى التعريف بمؤسسها العلامة " لمبروزو".
* ولد " سيزاري لمبروزو cesare lambroso " في 06 نوفمبر 1835 في مدينة " فيرونا " الواقعة شمال ايطاليا، منحدرا من عائلة ثرية يهودية الأصل، دخل كلية الطب في جامعة " بافيا " الايطالية و تخرج منها عام 1858، و قد ظهر اهتمامه بالمجرم الرجعي أو المجرم المولود منذ سن مبكر، ففي شبابه كان يجوب ريف " لومبارديا " لكي يرى الفقراء و المهمشين و حتى المجانين، حتى يتعرف على هيئتهم، و كان يقوم بتعليق منشورات في بعض القرى كي يلتقي القرويين المرضى بداء ' البلاجرا ' وهو مرض ناتج عن سوء التغذية، من هنا كانت نقطة تركيز " لمبروزو" الأولى حيث كان يعتقد أن الإنسان ذو البلية الضعيفة أو غير النامية بشكل صحيح قد تؤدي الى اختلاف بينه و بين الطبيعي، في عام 1859 انظم " لمبروزو" الى الفيلق الطبي العسكري الايطالي، و في تلك الفترة كانت هناك حملة في ايطاليا لمكافحة اللصوصية و تم دعوته في تلك الفترة الى مقاطعة " كاللابريا " وهناك درس لكنة أهل المقاطعة و عادتهم وفولكلورهم(3).
ظهر اهتمام " لمبروزو" بالمجرمين عام 1864 و ما أثار اهتمامه هو الوشم الموجود على أجسام بعض الجنود و مدى الفحش الذي يمثله بعض هذا الوشم، و قد حاول الربط بين الجنود المجرمين أو غير المجرمين و الوشم الموجود على أجسامهم.
أدرك " لمبروزو" أن الوشم وحده لا يكفي لفهم الطبيعة الإجرامية، و أنه لا بد من تحديد سمات الشخص الغير طبيعي و المجرم المجنون لاستخدام طرق تجريبية مبنية على العلم الوضعي، و في 1866 عين محاضرا زائرا في جامعة " بافيا "، و في عام 1870 تزوج من " نينا دي بينيديتي " و أنجب منها خمسة أطفال، بما فيهم " جينا " المولودة الثانية التي كتبت السيرة الذاتية لوالدها، و في عام 1871 أصبح مدير " مركز لجوء بيسارو " و كانت تجربة مهمة بالنسبة لهم لصقل مهاراته و قدرته العلمية، خلال تلك الفترة وضع " لمبروزو" الاقتراح الذي عرضه على السلطات الوزارية و هو إنشاء مركز لجوء للأفراد المختلين عقليا الذين ارتكبوا جرائم خطيرة و الأفراد المختلين عقليا الخطرين على المجتمع.
و في السنة التالية عاد الى " بافيا " و بدأ دراسات من شأنها أن تؤدي الى نظرية الرجل المجرم، و توفي يوم 19 أكتوبر سنة 1909 بعد أن ترك العديد من الأعمال و الدراسات نذكر من بينها :
- étude pour une géographie médicale d’Italie , 1865.
- l’homme criminel , 1876.
- l’homme de génie , 1877.
- les plus récentes découvertes et applications de la psychiatrie et de l’anthropologie médicale, 1893.
- le crime, causes et remède, 1899.
- nouvelle étude sur le génie, 1902.
- problèmes du jour, 1906.
-discours d’ouverture du vi, congres d’anthropologie criminelle.
و قد قام " لمبروزو" بفحص نحو " أربعمائة 400 " جمجمة لمجرمين و حوالي " آلاف " من المجرمين الأحياء، و كان مما أثار انتباهه بمناسبة شريحه لجثة مجرم يدعى " قيليلا " وجود تجويف في قاع الجمجمة يشبه ذلك الموجود لدى الحيوانات السفلى كالقردة و الطيور.
و لم يكن " قيليلا " سوى لصا محترفا يتسم بخفة غير عادية في حركته مع شعور واضح بالزهو بنفسه و التهكم و السخرية القاسية من الآخرين.
كما اكتشف لدى مجرم آخر يدعى " قيرسيني " بعض خصائص الإنسان البدائي في تكوينه الجسماني، و قد قتل هذا المجرم حوالي " عشرين 20 " امرأة بطريقة وحشية، و اعترف بأنه كان يشرب دماء ضحاياه ثم يقوم بدفن جثثهم في اماكن أعدها لذلك.
و بعد فحص الحالة الثانية أي " قرسيني " خلص الى ما يشبه الحال الاولى من كونه يتوفر على خصائص الانسان البدائي في تكوينه الجسماني، كما أن له خصائص الحيوانات المفترسة، و الى هذا الحد تكونت لدى " لمبروزو" قناعة مفادها أن المجرم وحش بدائي له صفات خاصة انتقلت اليه بطريق الوراثة و أنه مطبوع على الإجرام، و ضمن هذه الأفكار كتابه الشهير " الإنسان المجرم " الذي صدر عام 1876.(4).
أما الحالة الثالثة فكانت عام 1884 أي بعد طبع كتابه الأول و تلقي ردود أفعال متباينة نحوه حيث تم له فحص جندي يدعى " مسديا " هذا الجندي الذي كان مصابا بالصراع، و على الرغم من أنه لم يكن معروفا بسوء الخلق أثناء خدمته في الجيش لعدة سنوات إلا أنه لسبب تافه و هو أن أحد رؤساءه سخر من المنطقة التي ينتمي اليها في جنوب ايطاليا " كالاريا " ثار ثورة عنيفة، و طارد ثمانية من رؤسائه و قتلهم جميعا، ثم سقط فاقدا للوعي لمدة عشر ساعات، و لما أفاق لم يتذكر شيئا، و بعد فحصه خلص " لمبروزو" الى أن هذا الشخص يجمع صفات الحيوانات الأشد توحشا، بالإضافة الى حالة الصرع التي دفعته الى الجريمة، و خلص الى وجود علاقة بين الإجرام و الصرع.(5).
و من أهم النتائج التي خلص اليها " لمبروزو " من خلال فحوصاته الميدانية هي :
- أن الإنسان المجرم يختلف عن الإنسان العادي في التكوين الجسماني و الوظيفي الداخلي، و هذا النقص في التكوين يؤثر بدوره على التكوين النفسي و يؤدي بالفرد الى ارتكاب الجريمة مثلما يرتكب المصابون بالأمراض العقلية و العصبية أفعالا إجرامية تحت تأثير النقص العقلي.
- يلاحظ أن " لمبروزو" لم يتوقف عند أرائه التي ضمنتها الطبعة الأولى من كتابه، من أن العامل الرئيسي في الإجرام يتمثل في الارتداد الى حلة الانسان البدائي، بل أضاف الى ذلك عوامل اخرى كالعوامل المرضية و بالذات حالة الصرع الذي يمكن أن يفضي الى الإجرام.
- أهم ما اشتهربه " لمبروزو" في وصفه للمجرم هو تقريره بإمكانية التعرف عليه بواسطة صفاته العضوية الظاهرة كارتداد الجبهة، كبر حجم الأنف، طول شحمة الأذن أو انعدامها، قلة شعر الرجال أو غزارته لدى النساء، و غيرها من الأوصاف و القياسات التي اعتقد بأن أصلها خلقي أو وراثي، و وصف " لمبروزو" هؤلاء بأنهم متخلفون حضاريا، أي بمعنى أنهم متخلفون بالنسبة لمراحل التطور البشري، ( غير بعيدين عن مرحلة الحيوانات حسب نظرية داروين).
و قد خلص " لمبروزو" الى تقسيم المجرمين الى خمس طوائف :
أولا : المجرم بالولادة le criminel né :
و يتميز عن الانسان العادي من النواحي الخلقية و العضوية كاختلاف حجم و شكل الرأس عن النمط الشائع في السلالة و المنطقة التي ينتمي اليها المجرم و كبر زائد في أبعاد الفك و عظام الوجنتين، و كبر زائد أو صغر غير عادي في حجم الأذنين، أو بروزهما من الرأس بشكل يماثل " الشامبنزي " و التواء الأنف أو اعوجاجه، أو انفطاسه أو مشابهته للمنقار، و امتلاء الشفتين و بروزهما، و الطول أو القصر الملحوظ في الأنف أو فلطحته، و الطول الزائد للذراعين.
أما السمات الداخلية و النفسية للمجرم بالميلاد – الولاد – فمنها ضعف حاسة السمع، و انعدام أو ضعف الإحساس بالألم، و القسوة البالغة، و عنف المزاج وقسوة النظر و عدم المبالاة و افتقاد الإحساس بتأنيب الضمير.
و قد خلص" لمبروزو" الى أن هذه الطائفة من المجرمين بالولادة أو بالفطرة لا يرى صلاح أمرها، و هي شديدة الخطورة على المجتمع، و السبيل الوحيد للوقاية من شرها هي إبعادها نهائيا عن المجتمع بإعدامها أو باحتجازها مؤبدا.
ثانيا : المجرم المجنون le criminel fou aliéné :
و هو الشخص المصاب بنقص عقلي يفقده ملكة التمييز بين الخير و الشر، و يشبه في تصرفاته المجرم بالفطرة لكنه ينبغي أن يوضع في مصلحة عقلية، و يصنف " لمبروزو" المجرمين المصابين بأمراض عصبية الى فئات هي:
أ/ المجرم المجنون و هو الشخص المصاب بمرض عقلي، و يدخل في هذا الفئة حالات الهستيريا و الإدمان المزمن على الخمور و المخدرات.
ب/ المجرم الصراعي و هو المصاب بصراع وراثي غالبا، و إذا تطور الصرع و زادت مضاعفاته تحول الى مرض عقلي صريح، و أصبح المجرم مجرما مجنونا لا مجرما صريحا فحسب.
ج/ المجرم السيكو بآتي و هو الشخص المصاب بتخلف في نمو الحاسية الخلقية و يدخل في هذه الفئة المجرم المصاب باضطرابات مزاجية بسبب ما يعانيه من خلل نفسي و فساد أخلاقي.
ثالثا : المجرم بالعادة le criminel par habitude :
و هو الشخص المصاب بضعف خلقي و يرتكب جرائمه تحت تأثير ظروفه الاجتماعية التي أهمها الاتصال بالمسجونين و إدمان الخمر و الوقوع في البطالة مما يكسبه استعدادا إجراميا، و تكاد تنحصر جرائم هذا النوع في الاعتداء على الأموال.
رابعا : المجرم بالصدفة le criminel d’occasion :
و هو لا يرتكب الجريمة بسبب ميل أصيل لديه، و إنما لضعف خلقي بلم به مما يوقعه سريعا تحت المؤثرات الخارجية، و قد يرتكب جريمته بدافع من حب التقليد أو الظهور، و إخضاع مثل هذا المجرن للعقوبات التقليدية السالبة للحرية، و التي يختلط أثناء تنفيذها بغيره من الجناة ينطوي على آثار سلبية، بل يؤدي الى تحوله الى مجرم بالعادة، و لهذا فإن أفضل جزاء يوقع عليه هو إرساله الى مستعمرة صناعية أو زراعية لأجل غير مسمى، و كذلك إلزامه بتعويض الضرر الذي تسبب فيه.
خامسا : المجرم بالعاطفة le criminel par passion :
وهو الشخص الذي يتسم بحساسية مفرطة تجعله سريع الخضوع للانفعالات العابرة و العواطف المتباينة كالحب و الغضب و الحقد و الغيرة، و قد يكون مثل هذا الشخص مصابا باختلال عقلي يفضي به الى الجنون الصريح، و تتمثل جرائم هذا النوع في الاعتداء على الأشخاص و في الجرائم السياسية، و يكفي لإصلاح هذا الشخص حبسه مع وقف التنفيذ أو إبعاده عن محيط الجريمة مع إلزامه بتعويض الضرر الذي أحدثه إن كان بالغا، أما إذا كان صغير السن فيكفي إيداعه في عائلة شريفة لأجل غير مسمى.(6).
أهم الانتقادات الموجهة للمبروزو :
على الرغم من أهمية آراء أفكار" لمبروزو" في تفسيره للسلوك الانحرافي على أساس بيولوجي، إلا أن مدرسته تعرضت الى نقد لاذع وهجوم عنيف من الكثير من العلماء الذين حاولوا تفنيد نظريته من عدة نواحي، مما أدى الى إضعافها بل و الى بطلانها، بالوضع التي جاءت به.
حيث نشر العالم و الطبيب الإنجليزي " شارل كورينق " charles goring ( 1870 – 1919 ) بحوثه التي أسفر عنها اختباره لعدد كبير من المجرمين الإنجليز، حيث قام بفحص حجم جماجمهم و شكل الأذنين و الجبهة، و أوزانهم و أطوالهم، و أثمرت دراسته المنصبة على الجمجمة بشكل خاص الى عدم وجود فرق يذكر بين جمجمة المجرم و جمجمة غير المجرم على النحو الذي ذهب اليه " لمبروزو"، و خلص الى أن لدى بعض المجرمين ضعفا تكوينيا ناتجا عن الوراثة، يتمثل بالضعف الجسدي أو العقلي يجعلهم متميزين عن غيرهم من الأشخاص العاديين، و هذا الضعف يولد لديهم صراعا اجتماعيا قوامه عدم التكيف اجتماعيا، مما يجعلهم أسرع استجابة لاقتراف الجرائم.(7).
كما أن الارتداد الوراثي أو ارتداد شخصية المجرم الى مرحلة الانسان البدائي الذي ارتكزت عليه نظرية " لمبروزو" ليس أساسا سليما في نظر بعض العلماء، و منهم " نيكولاس بندا nicholas penda " الذي ذكر أن دراسات سلالات البشرية تؤكد أن الانسان البدائي كان له صفات نفسية راقية متميزة عن الحيوان، و إن كانت لم تصل الى مرتبة رقي نفسية الانسان الحديث.(8).
إلا أنه يلاحظ من عرض مضمون نظرية " لمبروزو" السابق أنه استمر على موقفه من فكرة المجرم بالفطرة، رغم التعديلات اللاحقة التي أدخلها على النظرية، و لقد أدى هذا الموقف من" لمبروزو " الى استهداف النظرية للنقد من جانبين :
الأول : عدم اتباع المنهج العلمي السليم.
و الثاني : عدم صحة النتائج.
و أهم الانتقادات الممكن توجيهها له :
- حجم العينة غير ممثل و هذا ما يجعل استحالة التعميم.
- الاعتماد الكلي على حالات منفردة في أعماله و محاولة تعميم نتائج ملاحظاته على كافة المجرمين.
- لم يعتمد على عينة ضابطة عند تناوله المجرمين الرجال و هذا حتى تكون الدراسة أكثر علمية و دقة و إمكانية المقارنة.
- لم يبين لنا بوضوح الأسس و المقومات التي اعتمدها في اختياره لحجم العينة الخاصة بالمجرمين الرجال وكذا النساء.
- تركيزه على الجانب العضوي و المبالغة فيه كعامل مفسر للسلوك الإجرامي، و إهماله بل و إنكاره تأثير العوامل الأخرى المادية، الثقافية، البيئية، و الاجتماعية، في فهم سلوك المجرم.
- اعتبار بعض المظاهر التي يحدثها أي إنسان فضلا عن الانسان المجرم علامة على كون محدثها مجرما، و ذلك من قبيل أحداث الوشم و تحمل الألم لأجله، فهذا دليل على حسب قول " لمبروزو" على عدم الاحساس بالألم، و بالتالي فإن عدم الإحساس بالألم من صفات المجرمين، و أيضا استخدام اليد اليسرى علامة على السلوك الاجرامي.
- أنه ثبت علميا عدم صحة ما ذهب اليه " لمبروزو" من توافر صفات و ملامح عضوية أو مرضية معينة يتميز بها المجرمون من غير المجرمين.
ففي دراسة قام بها العالم الإنجليزي" charles goring " على 3000 مسجون إنجليزي و قارنها بمجموعة مماثلة من غير المجرمين، ثبت له عكس ما انتهى له " لمبروزو"، حيث تبين أنه لا يوجد اختلاف بين المجرمين وغير المجرمين، بالنسبة للصفات التي قال بها " لمبروزو"، و أن تلك الصفات تتوافر بنفس النسبة تقريبا بين المجرمين و غير المجرمين.(9).
وثبت علميا عدم صدق قول " لمبروزو" أن جمجمة المجرم أصغروأخف وزنا من جمجمة غير المجرم، بل من العباقرة و العلماء من كانت لهم جماجم صغيرة و خفيفة الوزن.(10).
كما تأكد علميا كذلك عدم صحة القول بوجود المجرم المجنون الصراعي، فلم يثبت علميا أن كل مجنون أو مريض بالصرع ارتكب الجريمة، و لقد أثبتت الدراسات المختلفة أن نسبة انتشار الأمراض العقلية بين المسجونين ضئيلة.
إزاء هذه الانتقادات السابقة حاول أنصار المدرسة التكوينية – المدرسة البيولوجية – إنقاذ نظريتهم، فلقد أكد كل من " فيري " و " جارافالو " الى جانب الشذوذ الخلقي و الشذوذ النفسي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
01 / د. سليمان عبد المنعم: علم الإجرام و الجزاء، ص 142.
02 / نفس المرجع، ص 142.
03 / سيزار لمبروزو : الموسوعة الحرة ويكيبيديا، تاريخ التصفح: 13/08/2007.
04 / د. منصور رحماني: علم الإجرام و السياسة الجنائية، ص 54.
05 / نفس المرجع، ص 54.
06 / د. رؤوف عبيد: أصول علمي الإجرام و العقاب، دار الفكر العربي، القاهرة، 1981، ص 81-85.
07 / محمد خلف: مبادئ علم الإجرام، ط4، دمشق، 1985، ص 180.
08 / أحمد محمد خليفة: أصول علم الإجرام الإجتماعي، القاهرة، 1955، ص 24.
09 / د. علي عبد القادر القهوجي: علم الإجرام و علم العقاب، ص 45.
10 / د. عبد الفتاح مصطفى الصيفي: علم الإجرام، بيروت، 1973، ص 186.
و يمكن القول بأن الفكر الوضعي في علم الاجرام يولي عناية خاصة بشخصية المجرم فهو حجر الأساس في تفسير الظاهرة الإجرامية، فهذه الاخيرة هي صنع الإنسان المجرم أولا و قبل كل شيء، و لهذا يكون من الطبيعي فحص شخصية ها المجرم، و التعرف عل كافة جوانبها ثم محاولة الربط بين خصوصية الجاني و بين الجرم الذي ارتكبه.(2).
الكلام عن هذه المدرسة يجرنا الى التعريف بمؤسسها العلامة " لمبروزو".
* ولد " سيزاري لمبروزو cesare lambroso " في 06 نوفمبر 1835 في مدينة " فيرونا " الواقعة شمال ايطاليا، منحدرا من عائلة ثرية يهودية الأصل، دخل كلية الطب في جامعة " بافيا " الايطالية و تخرج منها عام 1858، و قد ظهر اهتمامه بالمجرم الرجعي أو المجرم المولود منذ سن مبكر، ففي شبابه كان يجوب ريف " لومبارديا " لكي يرى الفقراء و المهمشين و حتى المجانين، حتى يتعرف على هيئتهم، و كان يقوم بتعليق منشورات في بعض القرى كي يلتقي القرويين المرضى بداء ' البلاجرا ' وهو مرض ناتج عن سوء التغذية، من هنا كانت نقطة تركيز " لمبروزو" الأولى حيث كان يعتقد أن الإنسان ذو البلية الضعيفة أو غير النامية بشكل صحيح قد تؤدي الى اختلاف بينه و بين الطبيعي، في عام 1859 انظم " لمبروزو" الى الفيلق الطبي العسكري الايطالي، و في تلك الفترة كانت هناك حملة في ايطاليا لمكافحة اللصوصية و تم دعوته في تلك الفترة الى مقاطعة " كاللابريا " وهناك درس لكنة أهل المقاطعة و عادتهم وفولكلورهم(3).
ظهر اهتمام " لمبروزو" بالمجرمين عام 1864 و ما أثار اهتمامه هو الوشم الموجود على أجسام بعض الجنود و مدى الفحش الذي يمثله بعض هذا الوشم، و قد حاول الربط بين الجنود المجرمين أو غير المجرمين و الوشم الموجود على أجسامهم.
أدرك " لمبروزو" أن الوشم وحده لا يكفي لفهم الطبيعة الإجرامية، و أنه لا بد من تحديد سمات الشخص الغير طبيعي و المجرم المجنون لاستخدام طرق تجريبية مبنية على العلم الوضعي، و في 1866 عين محاضرا زائرا في جامعة " بافيا "، و في عام 1870 تزوج من " نينا دي بينيديتي " و أنجب منها خمسة أطفال، بما فيهم " جينا " المولودة الثانية التي كتبت السيرة الذاتية لوالدها، و في عام 1871 أصبح مدير " مركز لجوء بيسارو " و كانت تجربة مهمة بالنسبة لهم لصقل مهاراته و قدرته العلمية، خلال تلك الفترة وضع " لمبروزو" الاقتراح الذي عرضه على السلطات الوزارية و هو إنشاء مركز لجوء للأفراد المختلين عقليا الذين ارتكبوا جرائم خطيرة و الأفراد المختلين عقليا الخطرين على المجتمع.
و في السنة التالية عاد الى " بافيا " و بدأ دراسات من شأنها أن تؤدي الى نظرية الرجل المجرم، و توفي يوم 19 أكتوبر سنة 1909 بعد أن ترك العديد من الأعمال و الدراسات نذكر من بينها :
- étude pour une géographie médicale d’Italie , 1865.
- l’homme criminel , 1876.
- l’homme de génie , 1877.
- les plus récentes découvertes et applications de la psychiatrie et de l’anthropologie médicale, 1893.
- le crime, causes et remède, 1899.
- nouvelle étude sur le génie, 1902.
- problèmes du jour, 1906.
-discours d’ouverture du vi, congres d’anthropologie criminelle.
و قد قام " لمبروزو" بفحص نحو " أربعمائة 400 " جمجمة لمجرمين و حوالي " آلاف " من المجرمين الأحياء، و كان مما أثار انتباهه بمناسبة شريحه لجثة مجرم يدعى " قيليلا " وجود تجويف في قاع الجمجمة يشبه ذلك الموجود لدى الحيوانات السفلى كالقردة و الطيور.
و لم يكن " قيليلا " سوى لصا محترفا يتسم بخفة غير عادية في حركته مع شعور واضح بالزهو بنفسه و التهكم و السخرية القاسية من الآخرين.
كما اكتشف لدى مجرم آخر يدعى " قيرسيني " بعض خصائص الإنسان البدائي في تكوينه الجسماني، و قد قتل هذا المجرم حوالي " عشرين 20 " امرأة بطريقة وحشية، و اعترف بأنه كان يشرب دماء ضحاياه ثم يقوم بدفن جثثهم في اماكن أعدها لذلك.
و بعد فحص الحالة الثانية أي " قرسيني " خلص الى ما يشبه الحال الاولى من كونه يتوفر على خصائص الانسان البدائي في تكوينه الجسماني، كما أن له خصائص الحيوانات المفترسة، و الى هذا الحد تكونت لدى " لمبروزو" قناعة مفادها أن المجرم وحش بدائي له صفات خاصة انتقلت اليه بطريق الوراثة و أنه مطبوع على الإجرام، و ضمن هذه الأفكار كتابه الشهير " الإنسان المجرم " الذي صدر عام 1876.(4).
أما الحالة الثالثة فكانت عام 1884 أي بعد طبع كتابه الأول و تلقي ردود أفعال متباينة نحوه حيث تم له فحص جندي يدعى " مسديا " هذا الجندي الذي كان مصابا بالصراع، و على الرغم من أنه لم يكن معروفا بسوء الخلق أثناء خدمته في الجيش لعدة سنوات إلا أنه لسبب تافه و هو أن أحد رؤساءه سخر من المنطقة التي ينتمي اليها في جنوب ايطاليا " كالاريا " ثار ثورة عنيفة، و طارد ثمانية من رؤسائه و قتلهم جميعا، ثم سقط فاقدا للوعي لمدة عشر ساعات، و لما أفاق لم يتذكر شيئا، و بعد فحصه خلص " لمبروزو" الى أن هذا الشخص يجمع صفات الحيوانات الأشد توحشا، بالإضافة الى حالة الصرع التي دفعته الى الجريمة، و خلص الى وجود علاقة بين الإجرام و الصرع.(5).
و من أهم النتائج التي خلص اليها " لمبروزو " من خلال فحوصاته الميدانية هي :
- أن الإنسان المجرم يختلف عن الإنسان العادي في التكوين الجسماني و الوظيفي الداخلي، و هذا النقص في التكوين يؤثر بدوره على التكوين النفسي و يؤدي بالفرد الى ارتكاب الجريمة مثلما يرتكب المصابون بالأمراض العقلية و العصبية أفعالا إجرامية تحت تأثير النقص العقلي.
- يلاحظ أن " لمبروزو" لم يتوقف عند أرائه التي ضمنتها الطبعة الأولى من كتابه، من أن العامل الرئيسي في الإجرام يتمثل في الارتداد الى حلة الانسان البدائي، بل أضاف الى ذلك عوامل اخرى كالعوامل المرضية و بالذات حالة الصرع الذي يمكن أن يفضي الى الإجرام.
- أهم ما اشتهربه " لمبروزو" في وصفه للمجرم هو تقريره بإمكانية التعرف عليه بواسطة صفاته العضوية الظاهرة كارتداد الجبهة، كبر حجم الأنف، طول شحمة الأذن أو انعدامها، قلة شعر الرجال أو غزارته لدى النساء، و غيرها من الأوصاف و القياسات التي اعتقد بأن أصلها خلقي أو وراثي، و وصف " لمبروزو" هؤلاء بأنهم متخلفون حضاريا، أي بمعنى أنهم متخلفون بالنسبة لمراحل التطور البشري، ( غير بعيدين عن مرحلة الحيوانات حسب نظرية داروين).
و قد خلص " لمبروزو" الى تقسيم المجرمين الى خمس طوائف :
أولا : المجرم بالولادة le criminel né :
و يتميز عن الانسان العادي من النواحي الخلقية و العضوية كاختلاف حجم و شكل الرأس عن النمط الشائع في السلالة و المنطقة التي ينتمي اليها المجرم و كبر زائد في أبعاد الفك و عظام الوجنتين، و كبر زائد أو صغر غير عادي في حجم الأذنين، أو بروزهما من الرأس بشكل يماثل " الشامبنزي " و التواء الأنف أو اعوجاجه، أو انفطاسه أو مشابهته للمنقار، و امتلاء الشفتين و بروزهما، و الطول أو القصر الملحوظ في الأنف أو فلطحته، و الطول الزائد للذراعين.
أما السمات الداخلية و النفسية للمجرم بالميلاد – الولاد – فمنها ضعف حاسة السمع، و انعدام أو ضعف الإحساس بالألم، و القسوة البالغة، و عنف المزاج وقسوة النظر و عدم المبالاة و افتقاد الإحساس بتأنيب الضمير.
و قد خلص" لمبروزو" الى أن هذه الطائفة من المجرمين بالولادة أو بالفطرة لا يرى صلاح أمرها، و هي شديدة الخطورة على المجتمع، و السبيل الوحيد للوقاية من شرها هي إبعادها نهائيا عن المجتمع بإعدامها أو باحتجازها مؤبدا.
ثانيا : المجرم المجنون le criminel fou aliéné :
و هو الشخص المصاب بنقص عقلي يفقده ملكة التمييز بين الخير و الشر، و يشبه في تصرفاته المجرم بالفطرة لكنه ينبغي أن يوضع في مصلحة عقلية، و يصنف " لمبروزو" المجرمين المصابين بأمراض عصبية الى فئات هي:
أ/ المجرم المجنون و هو الشخص المصاب بمرض عقلي، و يدخل في هذا الفئة حالات الهستيريا و الإدمان المزمن على الخمور و المخدرات.
ب/ المجرم الصراعي و هو المصاب بصراع وراثي غالبا، و إذا تطور الصرع و زادت مضاعفاته تحول الى مرض عقلي صريح، و أصبح المجرم مجرما مجنونا لا مجرما صريحا فحسب.
ج/ المجرم السيكو بآتي و هو الشخص المصاب بتخلف في نمو الحاسية الخلقية و يدخل في هذه الفئة المجرم المصاب باضطرابات مزاجية بسبب ما يعانيه من خلل نفسي و فساد أخلاقي.
ثالثا : المجرم بالعادة le criminel par habitude :
و هو الشخص المصاب بضعف خلقي و يرتكب جرائمه تحت تأثير ظروفه الاجتماعية التي أهمها الاتصال بالمسجونين و إدمان الخمر و الوقوع في البطالة مما يكسبه استعدادا إجراميا، و تكاد تنحصر جرائم هذا النوع في الاعتداء على الأموال.
رابعا : المجرم بالصدفة le criminel d’occasion :
و هو لا يرتكب الجريمة بسبب ميل أصيل لديه، و إنما لضعف خلقي بلم به مما يوقعه سريعا تحت المؤثرات الخارجية، و قد يرتكب جريمته بدافع من حب التقليد أو الظهور، و إخضاع مثل هذا المجرن للعقوبات التقليدية السالبة للحرية، و التي يختلط أثناء تنفيذها بغيره من الجناة ينطوي على آثار سلبية، بل يؤدي الى تحوله الى مجرم بالعادة، و لهذا فإن أفضل جزاء يوقع عليه هو إرساله الى مستعمرة صناعية أو زراعية لأجل غير مسمى، و كذلك إلزامه بتعويض الضرر الذي تسبب فيه.
خامسا : المجرم بالعاطفة le criminel par passion :
وهو الشخص الذي يتسم بحساسية مفرطة تجعله سريع الخضوع للانفعالات العابرة و العواطف المتباينة كالحب و الغضب و الحقد و الغيرة، و قد يكون مثل هذا الشخص مصابا باختلال عقلي يفضي به الى الجنون الصريح، و تتمثل جرائم هذا النوع في الاعتداء على الأشخاص و في الجرائم السياسية، و يكفي لإصلاح هذا الشخص حبسه مع وقف التنفيذ أو إبعاده عن محيط الجريمة مع إلزامه بتعويض الضرر الذي أحدثه إن كان بالغا، أما إذا كان صغير السن فيكفي إيداعه في عائلة شريفة لأجل غير مسمى.(6).
أهم الانتقادات الموجهة للمبروزو :
على الرغم من أهمية آراء أفكار" لمبروزو" في تفسيره للسلوك الانحرافي على أساس بيولوجي، إلا أن مدرسته تعرضت الى نقد لاذع وهجوم عنيف من الكثير من العلماء الذين حاولوا تفنيد نظريته من عدة نواحي، مما أدى الى إضعافها بل و الى بطلانها، بالوضع التي جاءت به.
حيث نشر العالم و الطبيب الإنجليزي " شارل كورينق " charles goring ( 1870 – 1919 ) بحوثه التي أسفر عنها اختباره لعدد كبير من المجرمين الإنجليز، حيث قام بفحص حجم جماجمهم و شكل الأذنين و الجبهة، و أوزانهم و أطوالهم، و أثمرت دراسته المنصبة على الجمجمة بشكل خاص الى عدم وجود فرق يذكر بين جمجمة المجرم و جمجمة غير المجرم على النحو الذي ذهب اليه " لمبروزو"، و خلص الى أن لدى بعض المجرمين ضعفا تكوينيا ناتجا عن الوراثة، يتمثل بالضعف الجسدي أو العقلي يجعلهم متميزين عن غيرهم من الأشخاص العاديين، و هذا الضعف يولد لديهم صراعا اجتماعيا قوامه عدم التكيف اجتماعيا، مما يجعلهم أسرع استجابة لاقتراف الجرائم.(7).
كما أن الارتداد الوراثي أو ارتداد شخصية المجرم الى مرحلة الانسان البدائي الذي ارتكزت عليه نظرية " لمبروزو" ليس أساسا سليما في نظر بعض العلماء، و منهم " نيكولاس بندا nicholas penda " الذي ذكر أن دراسات سلالات البشرية تؤكد أن الانسان البدائي كان له صفات نفسية راقية متميزة عن الحيوان، و إن كانت لم تصل الى مرتبة رقي نفسية الانسان الحديث.(8).
إلا أنه يلاحظ من عرض مضمون نظرية " لمبروزو" السابق أنه استمر على موقفه من فكرة المجرم بالفطرة، رغم التعديلات اللاحقة التي أدخلها على النظرية، و لقد أدى هذا الموقف من" لمبروزو " الى استهداف النظرية للنقد من جانبين :
الأول : عدم اتباع المنهج العلمي السليم.
و الثاني : عدم صحة النتائج.
و أهم الانتقادات الممكن توجيهها له :
- حجم العينة غير ممثل و هذا ما يجعل استحالة التعميم.
- الاعتماد الكلي على حالات منفردة في أعماله و محاولة تعميم نتائج ملاحظاته على كافة المجرمين.
- لم يعتمد على عينة ضابطة عند تناوله المجرمين الرجال و هذا حتى تكون الدراسة أكثر علمية و دقة و إمكانية المقارنة.
- لم يبين لنا بوضوح الأسس و المقومات التي اعتمدها في اختياره لحجم العينة الخاصة بالمجرمين الرجال وكذا النساء.
- تركيزه على الجانب العضوي و المبالغة فيه كعامل مفسر للسلوك الإجرامي، و إهماله بل و إنكاره تأثير العوامل الأخرى المادية، الثقافية، البيئية، و الاجتماعية، في فهم سلوك المجرم.
- اعتبار بعض المظاهر التي يحدثها أي إنسان فضلا عن الانسان المجرم علامة على كون محدثها مجرما، و ذلك من قبيل أحداث الوشم و تحمل الألم لأجله، فهذا دليل على حسب قول " لمبروزو" على عدم الاحساس بالألم، و بالتالي فإن عدم الإحساس بالألم من صفات المجرمين، و أيضا استخدام اليد اليسرى علامة على السلوك الاجرامي.
- أنه ثبت علميا عدم صحة ما ذهب اليه " لمبروزو" من توافر صفات و ملامح عضوية أو مرضية معينة يتميز بها المجرمون من غير المجرمين.
ففي دراسة قام بها العالم الإنجليزي" charles goring " على 3000 مسجون إنجليزي و قارنها بمجموعة مماثلة من غير المجرمين، ثبت له عكس ما انتهى له " لمبروزو"، حيث تبين أنه لا يوجد اختلاف بين المجرمين وغير المجرمين، بالنسبة للصفات التي قال بها " لمبروزو"، و أن تلك الصفات تتوافر بنفس النسبة تقريبا بين المجرمين و غير المجرمين.(9).
وثبت علميا عدم صدق قول " لمبروزو" أن جمجمة المجرم أصغروأخف وزنا من جمجمة غير المجرم، بل من العباقرة و العلماء من كانت لهم جماجم صغيرة و خفيفة الوزن.(10).
كما تأكد علميا كذلك عدم صحة القول بوجود المجرم المجنون الصراعي، فلم يثبت علميا أن كل مجنون أو مريض بالصرع ارتكب الجريمة، و لقد أثبتت الدراسات المختلفة أن نسبة انتشار الأمراض العقلية بين المسجونين ضئيلة.
إزاء هذه الانتقادات السابقة حاول أنصار المدرسة التكوينية – المدرسة البيولوجية – إنقاذ نظريتهم، فلقد أكد كل من " فيري " و " جارافالو " الى جانب الشذوذ الخلقي و الشذوذ النفسي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
01 / د. سليمان عبد المنعم: علم الإجرام و الجزاء، ص 142.
02 / نفس المرجع، ص 142.
03 / سيزار لمبروزو : الموسوعة الحرة ويكيبيديا، تاريخ التصفح: 13/08/2007.
04 / د. منصور رحماني: علم الإجرام و السياسة الجنائية، ص 54.
05 / نفس المرجع، ص 54.
06 / د. رؤوف عبيد: أصول علمي الإجرام و العقاب، دار الفكر العربي، القاهرة، 1981، ص 81-85.
07 / محمد خلف: مبادئ علم الإجرام، ط4، دمشق، 1985، ص 180.
08 / أحمد محمد خليفة: أصول علم الإجرام الإجتماعي، القاهرة، 1955، ص 24.
09 / د. علي عبد القادر القهوجي: علم الإجرام و علم العقاب، ص 45.
10 / د. عبد الفتاح مصطفى الصيفي: علم الإجرام، بيروت، 1973، ص 186.