تؤدي العوامل
الاقتصادية دورها الفعال في حدوث وتكرار مختلف الجرائم و هذه التغيرات الاقتصادية
تتمثل في مايلي:
* شح المواد الأساسية بسبب الحروب و الحصار
الاقتصادي:
إن شح المواد
الأساسية و محدودية و زيادة الطلب عليها من طرف المواطنين قد يؤدي الى ارتفاع
أسعارها و صعوبة الحصول عليها، و من هنا يذهب بعض المواطنين من الذين يفتقرون الى
التنشئة الاجتماعية الإيجابية الى ارتكاب مختلف الجرائم الاقتصادية لإشباع حاجاتهم
و شهواتهم التر لا حدود لها.
وقد تتجلى هذه
الجرائم الاقتصادية في سرقة و نهب المؤسسات و تزوير العملة و اعتماد أساليب الغش
مثال: ما وقع في الجزائر في زيادة السكر و الزيت دون الزيادة في رواتب الموضفين.
* ارتفاع الأسعار مع محدودية الدخل:
إن ارتفاع الأسعار
و محدودية الدخل من أهم العوامل النؤدية الى ارتفاع الجريمة بحيث أنه عندما ترتفع
الأسعار بنسب عالية و تبقي الرواتب و الأجور محافظة على مستوياتها السابقة فإن
القوة الشرائية للفرد تنخفض مما يؤدي الى عدم إمكانية تحقيق الهدف المادي فينتج
عنه إعتماد أساليب غير مشروعة و إجرامية في سد المتطلبات و إشباع الحاجيات و
الرغبات الأمر الذي يؤدي ببعض الأفراد الى الإتجاه نحو ارتكاب الجرائم و
المخالفات.
* البطالة عن العمل:
عندما تنتشر
البطالة في مجتمع ما تؤدي الى تردي أحوال الأفراد الإقتصادية و انكسار معنوياتهم و
التسليم بأن المجتمع بأسره هو المسؤول عن بطالته و يرجع عامل ارتكاب البطالين
الجرائم الى سببين رئيسيين:
- سد حاجاتهم
المادية و عوزهم الإقتصادي أو.
- الإنتقام من
المجتمع و معاقبته و الجلب الأذى له لأنه كان السبب المباشر في بطالتهم.
* التناقض بين الواقع الاقتصادي و الطموح الذاتي لدى الأفراد:
مع الظروف
الإقتصادية القاهرة يطمح العديد من الأفراد الى تحقيق مستويات اقتصادية عالية و
يحصلون على الأموال بسهولة فيخططون الى الكسب السريع و غير المشروع و يرغبون في
الثراء الفاحش بالإعتماد على السلوك الإجرامي لتحقيق طموحاتهم المادية، و يتجلى
هذا السلوك الإجرامي في السرقة و القتل، الغش و التزوير، النصب والتحايل و
الإيذاء.
إن هذه الممارسات
الإجرامية التي ينتهزها بعض الأفراد إنما هي نتيجة حتمية للتناقض بين الواقع
الإقتصادي الصعب الذي يعيشه المجتمع و بين الطموح الغير المشروع الذي يطمح له
الأفراد الذين يريدون من خلاله الكسب اسريع و الربح الفاحش و إقتناء الكماليات.