نعرف جغرافيا الجريمة بأنها موضوع فرعي من الجغرافيا، يعني بعرض النشاط الاجرامي عرضا مكانيا، مع ربطه بمكونات البيئة الجغرافية المادية و البشرية، و تستعين جغرافيا الجريمة في ذلك بفروع الجغرافيا الأخرى، و لا يقتصر دورها على الوصف و التوزيع، و التحليل لمكونات النشاط الاجرامي، أو تهتم بطرق منع و مكافحة الجريمة على اساس جغرافي مكاني- سلوكي.(1).
و تعرف كذلك جغرافيا الجريمة على أنها ذلك الفرع من العلم الذي يعرض النشاط الاجرامي عرضا مكانيا مع ربطه بمكونات البيئة الجغرافية المادية والبشرية، و العوامل المرتبطة بالجريمة، و الوقاية منها ،و معالجة آثارها.(2).
كما يعد الاهتمام بالعامل الجغرافي و الجريمة من الاهتمامات القديمة عند العديد من المفكرين، حيث نجد ان أنصار نظرية الحامية الجغرافية ( أو المساواة بالطبيعة ) قد أعطوا دورا فعالا و حاسما في توزيع الجرائم و أنماطها، و قد ذهب العديد منهم الى وضع تيبوبوجيات للسلوك الاجرامي و مسألة الجغرافية – أي المكان – و نذكر على سبيل المثال لا الحصر كل من الطبيب " لاكاسان " و العالم البلجيكي " كوتيلات " اللذان فسرا السلوك الاجرامي بالعامل الجغرافي.
دون أن ننسى العلماء والمفكرين العرب و على رأسهم " صاعد الأندلسي " صاحب كتاب " طبقات الأمم "، و " الإخوان الصفا " و مؤلفهم " الرسائل "، و كذلك " ابن خلدون " و " مقدمته " الشهيرة، و غيرهم من العلماء الذين ربطوا سلوك الافراد سواء منها السوي أو غير السوي بالعامل الجغرافي




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
01 / د. محمد مدحت جابر عبد الجليل: جغرافية الجريمة، مناهجها أبعادها و تطبيقاتها، القاهرة، ص 21.

02 / عبد الكريم أبو الفتوح درويش: نظم المعلومات الجغرافية و التنمية ومكافحة الجريمة، القاهرة، ص 20.
 
Top