01) سوء التنشئة الأسرية و المجتمعية:
إن هذا العامل يؤثر تأثيرا سلبيا على سلوك
الأفراد، فالتنشئة الإجتماعية بمعناها العلمي الدقيق هي سلسلة العمليات التربوية
التي يتعرض لها الفرد منذ الصغر و التي تحدد أنماطه السلوكية و طبيعة شخصيته و
الأدوار الإجتماعية الوظيفية التي يشهدها في المجتمع و التي تحدد واجباته و حقوقه
و علاقاته الإجتماعية، فعن طريق التنشئة الإجتماعية يتعلم مهارات السير و الكلام و
التفاعل مع الآخرين منذ الصغر و أداء الاعمال التي توكل اليه و يتعلم مبادئ الدين
و العاقائد و العادات و التقاليد و القيم و المقاييس الإجتماعية، كل هذه التنشئة
تنتقل عن طريق الأشخاص الذين يتولون مسؤولية التنشئة الإجتماعية للأفراد كالآباءو
الأمهات الأقارب و المعلمون، قادة المجتع المحلي، و كذلك يتأثرون برفاق اللعب و
وسائل الإعلام الجماهيرية و الجماعات المرجعية كالنوادي الرياضية و المساجد و
الجمعيات و أماكن العمل التي يتصل بها الشباب و المراهقون و يتفاعلون معهم في
حياتهم اليومية فيتأثرون بهم بحيث أن لكل جماعة مرجعية تعاليمهما و إيديولوجيتها و
أهدافها و طموحها فهي كثيرا ما تقوم بوظيفة إيجابية تملأ فراغ الأطفال و الشباب و
تبعدهم عن الانحراف والجريمة بتطبيقها لهم ثقافة تؤثر في شخصيتهم و توصلهم الى
إنجاز مواطن صالح.
هناك دراسات دلت
على أن الأسر التي تعاني من مشاكل إقتصادية عاجزة عن إنتاج أفرادا صالحين، و أن التنشئة الأسرية
بالأساس مرتبطة بالعامل الإقتصادي مثال ذلك:
* الأسر الفقيرة
تلجأ الى إيقاف الأولاد عن الدراسة.
* خروج المرأة
للعمل بسبب الفقر و ترك الأولاد بلا تربية.
* الأولاد لا
يسألون من طرف آبائهم عن الأموال التي تحصلو عليها.
* في القديم كان
الجيران يساهمون في عملية التنشئة الأسرية.
* البنت كانت
محمية من طرف سكان الحي.
و على الرغم من
ذلك فقد دلت دراسات على أنه هناك أسر رغم الفقر إلا أنها استطاعت أن تنتج أفرادا
صالحين.
02) تفكك القيم و تحلل العلاقات الإجتماعية:
نعني بتفكك القيم تحللها و تدني مستوياتها و غياب دورها
في ضبط سلوك الفرد و تهذيب أخلاقه و تحسين طباعه، أو تعني تحويلها من قيم إيجابية
الى قيم سلبية بالأنانية و الغش و الكذب و جلب الضرر للآخرين و النفاق والنميمة.أما تحلل العلاقات الاجتماعية فنعني بها طغيان الجوانب
السلبية و العدائية.
إن تحلل العلاقات الاجتماعية و تفكك القيم تجعل الفرد
غير ملتزم بسلوكه و غير مبالي بحقوق و أهداف الآخرين و مستعد لمحاربتهم و ارتكاب
الجرائم بحقهم.
إن الفرد الذي يحمل القيم السلبية و المفككة و الذي
تربطه علاقات ضعيفة أو هامشية للآخرين لا يتأخر عن ارتكاب الأفعال الاجرامية التي
تضر بالمجتمع و تعطل مسيرته و تخل ببناءه.
و من الجدير بالملاحظة عندما تكون القيم غير قادرة على
ضبط سلوك الأفراد و أخلاقهم بسبب هامشيتها و تخلف منطلقاتها و توجهاتها و عندما
تكون العلاقات محللة و متفسخة و تكتسيها عوامل الجمود و التخلف و اللامبالاة فإن
الأجواء الاجتماعية تتحول الى أجواء مضطربة ز متناقضة و مشجعة على الإنفلات و
الجنوح، الأمر الذي يؤدي الى تكرار حدوث الجرائم و زيادة معدلاتها.
هذا ويمكن تلخيص تفكك القيم و تحلل العلاقات
الاجتماعية في الصور التالية:
* إنتسار الظواهر
السيئة داخل الأسرة كالكذب حيث أصبحت بمثابة شيئ عادي.
* تأثر المجتمع
بجريمة القتل التي انتشرت بشكل كبير ( العشرية السوداء في الجزائر )، و انتشار
استعمال الأسلحة البيضاء.
* طغيان المصلحة
الشخصية التي سادت المجتمع.
* تفكك القيم أدى
الى إنعدام الشرف حيث انتشرت بيوت الدعارة و الخمر و المسكرات.
* تفكك الأسر و
كثرة حالات الطلاق.
03) مؤثرات الوسط الإجتماعي:
لقد حدد الكثير من
الباحثين ماهية الظروف السلبية التي يشكلها الوسط الاجتماعي و التي تؤدي الى
الجريمة و ارتفاع معدلاتها بجملة من المعطيات نوجزها في النقاط التالية:
* تدهور الأحوال
السكانية و الإيكولوجية و تخلف المناطق السكانية التي يعيش فيها الأفراد الذين
يكونون وسائل لارتكاب الجرائم.
* انتشار المشكلات
الاجتماعية في هذه المناطق المتخلفة كمشكلة الفقر و المرض و الجهل والأمية.
* إزدحام في
الإحياء المتخلفة.
* شح الخدمات
الاجتماعية أو انعدامها مع محدودية الموارد المادية و البشرية الواعية و المثقفة
مما يترك أثره السيئ على سلوكية الأفراد و علاقاتهم الاجتماعية.
* إنخفاض
المستويات الثقافية و العلمية للمجرمين و تدني المستوى المهني و الأعمال التي
يزاولونها في حياتهم اليومية.
* تفكك الأسر أدى الى جنوح الأحداث.
* الفشل الدراسي
الذي يعقبه التسرب الدراسي الذي يحتويه الشارع و الجماعات المنحرفة و بالتالي
صناعة الشخصية المنحرفة.
* إذا كانت الأسر
غير محصنة و مفككة و الوسط الإجتماعي غير مهتم بالتنشئة فذلك يؤدي الى توجه
الأطفال الى الإنحراف.
* عدم إهتمام
السلطات بالوسط الإجتماعي من توفير الإهتمام و الرعاية و ضمان المستقبل من تعليم و
تشغيل و بالتالي دفع الشباب الى الإنحراف.
04) تساهل القوانين و أجهزة العدالة الإجتماعية:
الذي غالبا ما يؤدي
الى ارتكاب المجرمين للجرائم و المخالفات بحق الدولة و المجتمع نظرا لعدم تنفيذ
مراكز الشرطة لواجباتها بسرعة وفاعلية و لا تستعمل صلاحياتها القانونية بحق الجناة
الأشرار و مثل هذه المواقف تعطي الفرصة للمجرمين بالهروب من العدالة و القانون و
الافلات من قوة الجزاء و العقاب الأمر الذي يشجع على كثرة إرتكاب الجرائم و
تكرارها.
* العدالة غير صارمة.
* العودة الى
الجريمة من طرف المساجين بسبب اصطدامهم بالواقع المر عند خروجهم من السجن.
* المجرم أصبح
يستهين بالقوانين و يرتكب الجرائم بصفة عادية.