جرى العمل على أن يطلق على هذا العلم اسم علم طبائع المجرم أو فرع طبائع الاجرام، و مضمون هذا العلم هو دراسة المظاهر العضوية و النفسية للمجرمين سواء ما يتعلق بخصائصهم البدنية الظاهرة، أو بأجهزة جسمهم الداخلية، أو بغرائزهم، أو بعواطفهم، و علاقة هذه المظاهر و الخصائص و الأجهزة بظاهرة الجريمة.(1).
كما نشير هنا أنه كلما تطرقنا الى علم الأنثروبولوجيا الجنائية كلما تطرقنا الى العالم الإيطالي " لمبروزو " رائد المدرسة الوضعية و المؤسس للعديد من العلوم الجنائية مثل علم الاجرام، علم الاجتماع الجنائي، الأنثروبولوجيا الجنائية....الخ.
و الأنثروبولوجيا الجنائية هي حقل من العلوم من علم الانسان – الأنثروبولوجيا – و قد اختلف العلماء و الباحثون في تحديد هذا الحقل من العلوم، فحدده البعض بأنه يختص بدراسة التاريخ الطبيعي للإنسان المجرم، وذلك من حيث تكوينه العضوي و التشريحي و الفيزيولوجي و العقلي، وقد استعان هذا العلم بقواعد المنهج العلمي من ملاحظة علمية مقصودة، الى فحوص مخبرية و تشريحية تناولت أجسام المجرمين و عقولهم، سواء من وجد منهم في السجون أو المؤسسات الإصلاحية و مستشفيات الأمراض العقلية.
و هكذا عرضوا المجرم للكثير من التجارب الحقلية و الفحوصات المخبرية و البايوكيميائية و الفيزيولوجية و النفسية، بحيث قاموا بدراسة سماته الشخصية و خصائصه المزاجية و العصبية، و العاطفية و الانفعالية و الادراكية، كما قاموا بدراسة وتشريح مختلف وضائف أعضائه الجسمية، وتمت دراسة و تشخيص جهازه العصبي، و المخ و المخيخ و النخاع الشوكي للبحث عن القدرات الفكرية و الملكات العقلية و علاقتها بالسلوك، و كذلك درسوا الغدد الصماء و إفرازاتها الهرمونية و الكروموزومات و الجينات، وذلك لمعرفة أثر الوراثة على السلوك.




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
01 / عدنان الدوري: أسباب الجريمة و طبيعة السلوك الاجرامي، ط3، منشورات ذات السلاسل، الكويت، 1984، ص 115.
 
Top