التنمية وعلاقتها بالجريمة:
01/
مفهوم التنمية:
يعرفها أحمد زكي بدوي : "بأنهـا الجهـود
التـي تبـذل لإحـداث سلسـلة مـن التغيـرات
الوظيفيـة والهيكليـة اللازمـة لنمـو المجتمـع
وذلـك بزيـادة قـوة أفـراده علـى اسـتغلال الطاقـة المتاحـة علـى أقصـى حـد
ممكـن لتحقيـق أكبـر قـدر مـن الحريـة والرفاهيـة لهـؤلاء الأفـراد بأسرع من معـدل
النمـو الطبيعـي "(01)، ويعرفهـا حسـن سـعفان: "بأنهـا الجهـود المنظمـة
التـي تبـذل وفـق تخطـيط مرسـوم للتنسـيق بـين
الإمكانيـات البشـرية والماديـة المتاحـة فـي وسـط اجتماعي معــــين، بقصــــد
تحقيــــق مســــتويات أعلــــى للــــدخل القــــومي والــــدخول الفرديــــة، ومســتويات أعلــى للمعيشــة
والحيــاة الاجتماعية فــي نواحيهــا المختلفــة كــالتعليم والصــحة والأســـرة والشـــباب،
ومـــن ثـــم الوصـــول إلـــى تحقيـــق أعلـــى مســـتوى ممكـــن مـــن الرفاهيـــة
الاجتماعية(02).
كمـا تعنـي التنميـة "التحريـك العلمـي
المخطـط للعمليـات الاجتماعية و الاقتصادية
من خلال إيديولوجية معينة من أجل الانتقال بـالمجتمع
مـن حالـة غيـر مرغـوب فيهـا إلـى حالة مرغوب الوصول إليها والوصول بالمجتمع إلى أعلى
درجات التقدم(03).[1]
يرى الكثير من العلماء أن تفاقم المشاكل الاجتماعية راجع
إلى تأثير العلاقات الاجتماعية في معظم المجتمعات و يرجعون ذلك إلى تفاقم حركة
التنمية الاجتماعية.
و يرى العالم
" Ogburn " أن تزايد معدل النمو في الجانب المادي
والذي سببه التطور التكنولوجي أدى إلى تخلف الجانب المعنوي و الذي قوامه العادات و
التقاليد و الأعرف.
التنمية لها ثلاث معاني:
01/ الاتجاه الرأسمالي و مفهوم التنمية:
يرى هذا الاتجاه أن التنمية عبارة عن مراحل نمو تدريجي مستمر
تتضمن إشباع الحاجات الاجتماعية عن طريق وضع تشريعات و برامج لذلك فهي تعني في
مفهومها الخدمة الاجتماعية.
02/ الاتجاه الاشتراكي و مفهوم التنمية:
يرى هذا الاتجاه أن التنمية الاجتماعية موجهة إلى تغيير
البناء عن طريق الثورة و بالتالي إقامة
بناء جديد تظهر فيه علاقات جديدة و قيم مستحدثة.
03/ الاتجاه الاجتماعي:
يرى أن التنمية هي تحقيق التوازن الاجتماعي و تحقيق
إشباع بيولوجي مادي و اجتماعي.
علاقة التنمية بالجريمة:
يرى بعض العلماء أن الانحلال الاجتماعي يرجع إلى التنمية
والدليل على ذلك الصراعات و الانحرافات السلوكية و تفاقم مشكلة الإرهاب الدولي
والنزاعات القبلية و العنصرية في المجتمعات المتقدمة و القرصنة بكل أنواعها.
أجريت في دول العالم الثالث دراسات عن علاقة التنمية
بالجريمة فتبين أن التنمية الاقتصادية السريعة أحدثت في بعض مجتمعات دول العالم
الثالث تغييرات أدت إلى ظهور كثير من المشاكل الاجتماعية كزيادة معدل الجريمة و
ظهور أشكال جديدة لها كتعاطي المخدرات و إدمان الخمور، تنامي الانحرافات بين
الأحداث و الشباب، ويرى بعض العلماء مثل " محمد عارف " أن الانحلال
الاجتماعي كظاهرة يكاد ينعدم في المجتمعات التقليدية( رعي، زراعة)، و ذلك بسبب
امتثال أفرادها لقواعد الضبط الاجتماعي.
و كخلاصة للقول فإن مضاعفات التنمية السريعة تأثر على
أفراد المجتمع بحيث أنهم لا يستطيعون مجارات معدلات التطور المادي المتزايد مما
يسبب لهم ارتباك حضاري، هذا الارتباك الحضاري يولد أزمات نفسية كالقلق، التعصب،
البغض و الارتباك كل هذه الأمور قد تتحول إلى جرائم أو متنفسات أخرى كالخمور و
المخدرات، الهجرة، الزنا .....، أو حتى القتل و السرقة و الاغتصاب،و التي هي عدوان
ضد الآخر و الذي غالبا ما ينتهي في نهاية المطاف إلى عدوان ضد النفس فيتسبب في
الانتحار.
و كخلاصة للقول يمكننا شرح ما سبق في الرسم البياني
التالي:
ـــــــــــــــــــــــــــــ تطور مادي ــــــــــــــــــــــــــــــ<
>ـــــــــــــــــــــــــــ تراجع معنوي ـــــــــــــــــــــــــــــــ تأثر نفسي ثم إجرام.
|