علم العقاب هم علم يبحث في تنظيم السجون بغية إعطائها الشكل الأفضل الذي يمكنها من استقبال المجرمين بشتى أنواعهم في أطار تنفيذ العقوبة المسلطة عليهم بأقل ما يمكن من الضرر للجاني و للمجتمع.(1).
انطلاقا من هذا التعريف يتجلى للقارئ أولا أن دور علم العقاب يبدأ حيث ينتهي دور القانون الجنائي، فعالم العقاب يستقبل الجاني و الجانح، و في بعض الأحيان المخالف بالوصف المعطى له من طرف القانون الجنائي، و ثانيا فهو يأخذ بعين الاعتبار و على الأقل في المرحلة الأولى الخطورة التي وصف بها سلوك المجرم أثناء المحاكمة بالنضر الى قواعد القانون الجنائي.
علم العقاب يهدف الى تحديد الأغراض الاجتماعية للعقوبات و التدابير الوقائية و استخلاص القواعد التي ينبغي مراعاتها في تنفيذ تلك العقوبات و التدابير حتى تكون أقرب الى تحقيق أغراضها.
كما يعرف علم العقاب بأنه مجموعة القواعد التي تحدد الأصول الواجبة الاتباع في فرض العقوبات و التدابير الوقائية و تبين أغراضها الاجتماعية و وسائل تنفيذها و كيفية معاملة المجرمين معالمة سليمة تضمن تحقيق أغراض العقوبة، و عرف أيضا بأنه مجموعة من القواعد التي تحدد أساليب تنفيذ العقوبات و التدابير الاحترازية على النحو الذي يكون من شأنه تحقيق أغراضه.(2).
و منه نصل الى نتيجة مفادها أن علم العقاب يعد من العلوم الأساسية في سياق ما يسمى بالعلوم الجنائية، كما أنه يشكل مرحلة من مراحل التعامل مع المجرم و نوع الجريمة أو الجنحة التي ارتكبها، و عليه توجد صلة وطيدة بين هذا العلم و علم الاجتماع الجنائي نظرا كون العقاب يشكل أحد المواضيع الرئيسية في سجل قائمة المواضيع التي يهتم بها علم الاجتماع.




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
01 / مكي دردوس: الموجز في علم الاجرام، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 2006، ص 23.

02 / عبد الرحمن توفيق أحمد: دروس في علم الاجرام، دار وائل للنشر، عمان، الأردن، 2000، ص 18.
 
Top