0
http://crimedz.blogspot.com/

مظاهر التغير:

أثناء الاستعمار

- سوء الظروف الاجتماعية و الاقتصادية.
- من النتائج المباشرة للخسائر البشرية أثناء الاحتلال تفكك بنية العائلة التقليدية الجزائرية نتيجة الترمل و التيتم.
- هجرة ثلث الشعب الجزائري من مكان الى آخر خلال الحرب.
- إستطان أكثر من مليون جزائري في المدن.
- الإقتصاد الموروث لم يتماشى مع حاجيات المجتمع الجزائري.
- أغلب الشعب الجزائري كان فقير يعيش في ظروف اجتماعية سيئة أثناء الاستعمار.
- إنتشار الأمية أثناء الإستعمار.
- محاولة المستعمر القضاء على الإسلام و فرض الثقافة الفرنسية ( غلق المدارس و الثانويات القرآنية، غلق الزوايا.. ).
- كانت الفرنسية هي اللغة الرسمية في البلاد و العربية لغة ثانوية.

بعد الإستقلال

 البناء السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي:

- كان الاستقلال الوطني و الاشتراكية من المبادئ الرئيسية للتنمية في الجزائر خلال العشرية الأخيرة 1960/1980 حيث عرفت البلاد خلال هذه الفترة اصلاحات كثيرة.
- إعتمدت الدولة الجزائرية سياسة تأمين المؤسسات الأجنبية و التخطيط الإقتصادي الصارم من أجل تحقيق تنمية إقتصادية سريعة.
- قامت الجزائر سنة 1966 بتأميم 96 مؤسسة صناعية مملوكة من طرف رجال أعمال فرنسيين كما قمات بتأميم البنوك و شركات التأمين.
في سنة 1968 أممت الجزائر الصناعات الخاصة الأجنبية المتعلقة بالشركات التي تبيع منتوجات البترول و الغاز عن طريق إحتكار سوناطراك لمنتوجات البترول و الغاز إختكارا كاملا حيث أصبحت الدولة في سنة 1968 تسيطر على 80% من القطاع الصناعي.
في 24 فبراير 1971 اكتمل برنامج الحكومة الاجتماعية للتأميمات حيث أممت الجزائر كل الفوائد الفرنسية الباقية و المتعلقة بالشركات الفرنسية للبترول.
من 1966 الى 1984 اعتمدت الجزائر سياسة المخططات الثلاثية و الرباعية و الخماسية من أجل إنجاز مشاريع اقتصادية في غاية الأهمية لتنمية البلاد كان الهدف منها القضاء على الفوارق الجهوية و تنمية المناطق المحلية إقتصاديا و إجتماعيا و ثقافيا.

المخطط
السنة
الهدف
المخطط الثلاثي
1967/1969
بناء صناعات ثقيلة
المخطط الرباعي الأول
1970/1973
تطوير الصناعة، الفلاحة، التعليم
المخطط الرباعي الثاني
1974/1977
تطوير الصناعة، الفلاحة، الخدمات و السكان
التخطيط الخماسي الأول و الثاني
1978/ 1984
تطوير التعليم، الصحة، السكان، تنمية الصناعات الغذائية و الإستهلاكية

الهجرة و التمدن و النمو السكاني:

- الرحيل الجماعي لمليون أوروبي بعد استقلال الجزائر أثر على البنية الاجتماعية الجزائرية و التوزيع الجغرافي للسكان.
- الهجرة الريفية المكثفة نحو المدن و الهجرة المعتبرة نحو أوروبا و بالخصوص فرنسا.
- ارتفاع نسبة الهجرة الريفية الى المناطق الحضارية خاصة ما بين 1966/1977 نتيجة ارتفاع برامج التنمية الاجتماعية و الاقتصادية و الصناعية.
- البطالة الواسعة الموروثة عن الاستعمار الفرنسي حيث أكدت الإحصائيات أن ثلثي الناشطين في الميدان الإقتصادي و الفلاحي كانو بدون عمل و بقيت البطالة مشكلا مستمرا في المناطق الريفية و الحضرية رغم السياسة الاجتماعية المعتمدة من طرف الحكومة الجزائرية في امتصاص البطالة من خلال برامج المخططات الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية .

التربية و التعليم:

- رغم أن التمدرس في الجزائر عرف تطورا كبيرا منذ الإستقلال الى وقتنا الحالي بفضل إلزامية التعليم و التعريب إلا أن المدرسة الجزائرية عرفت مشاكل عديدة مثل:
- نقص المدارس و المعلمين و وسائل التجهيز، إكتظاظ الأقسام،  إعادة السنوات، عدم وجود منظومة تربوية ملائمة.
- لقد كان التسرب المدرسي ن أكبر المشاكل التي واجهت الشباب الجزائري الذي وجد نسه في الشارع دون عمل و دون تكوين مهني و دون دراسة نظرا لنقص المرافق و صغر سن الأطفال.
- ساهمت العائلة التقليدية الجزائرية في الكثير من الأرياف من حرمان البنات من الدخول الى المدارس أو مواصلة تعليمهن.
- ساهم الفقر أيظا في حرمان الكثير من الأولاد من مواصلة التعليم نظرا لعدم تمكن الأسرة من تغطية مصاريف التمدرس و حاجة الكثير من الأولياء الى عمل الأولاد لمساعدتهم ماديا.

السكن:

- كان و مازال السكن المشكل الحاد في البلاد الذي يمكن ربطه بالأسباب التاريخية( الهجرة )، السياسية( عدم وجود برامج )، و الديمغرافية( كثرة الولادات ).
- إن مازاد من حدة السكن في الجزائر الهجرة الريفية و النمو الديمغرافي السريع و عدم معالجة الدولة لمشكل السكن بصورة جدية منذ الإستقلال الى غاية الثمانينات حيث سجلت الإحصائيات عجز في الوحدات السكانية قدره مليون و نصف مليون سكن.
بالإضافة الى ضيق المساكن فإن سياسة السكن في الجزائر لم تأخذ بعين الإعتبار نوع المسكن الذي يناسب العائلة الجزائرية فيما يخص تقاليدها و دينها ذلك أن أغلب العائلات الجزائرية هي كبيرة الحجم تظم العائلة الواحدة منها أكثر من 06 أشخاص و بالتالي فإن نظام الطوابق لا يلائم العائلات كبيرة الحجم.
سعت الجزائر في مشاريعها النتعلقة بالسكن الى بناء عمارات ذات طوابق مرتفعة في المدن دون مرافق عامة و مساحات خضراء، ولقد أطلق الباحثين على هذا النوع من البنايات باسم منمات سكنية، ضف الى ذلك أن أغلب سكانها جاءوا من مناطق ريفية و بالتالي فهم يحتاجون الى فترة زمنية للتكيف مع العيش في سكنات حضرية لذلك نجد أن بعض الباحثين في علم الإجتماع الحضري يتكلمون عن ترييف المدن و ليس عن تمدين الأرياف ( فاروق عطية ).

الشغل و وسائل الترفيه:

لقد كانت فرصة العمل و التكوين المهني بالنسبة للشباب الذين غادروا مقاعد الدراسة في السنة التاسعة أساسي أو الثالثة ثانوي أو حاملي شهادات جامعية قليلة جدا، كما كانت برامج تشغيل الشباب محدودة للغاية إلا في التسعينات حيث بادرت الحكومة الى وضع برامج واسعة لتشغيل الشباب و رغم هذا مازالت تعاني الى اليوم نقص في هذا القطاع ( التشغيل ).
كما أن أغلبية الشباب في الجزائر عانو منذ الإستقلال و مازالو يعانون من نقص في وسائل الترفيه مثل: مراكز الشباب، المساحات الخضراء، نقص في مساحات اللعب، النوادي الرياضية، حيث أصبحت الشوارع ملجأ لاجتماع الشباب الجزائري.

الرخاء الإقتصادي:

انتشر الرخاء الإقتصادي مع ارتفاع الدخل القومي ( ارتفاع أسعار البترول )، و القضاء على المديونية الخارجية و تسجيل فائض في ميزان المدفوعات، و تنوع سياسات التنمية و الدعم الفلاحي و الصناعي و تشغيل الشباب، كما انتشر الإستهلاك الواسع للهاتف النقال و السيارات، و أصبحت أيضا البضائع الكهربائية و الالكترونية متوفرة في الأسواق كل هذه الأمور فتحت أفاقا واسعة للرفاهية و الحياة الرغيدة للشعب الجزائري.
و لما لم يكن كل الناس قادرين على تحقيق الرخاء المادي و مواكبة التطور الإقتصادي بالطرق القانونية فقد ترتب على ذلك توسع رقعة الإجرام عن طريق السرقة و السطو و غيرها من أشكال الجريمة، و هو ما أشارت اليه الأبحاث و التقارير حول ظاهرة جنوح الأحداث في الجزائر حيث ردت هذه الظاهرة أساسا الى حرب التحرير أولا و الى المشاكل التي صاحبت التنمية الإقتصادية و الإجتماعية و التمدن بعد الإستقلال و الى يومنا هذا.

التغير الإجتماعي و الجريمة في الجزائر

الحرب و الجريمة في الجزائر

إن أطفال الجزائر و حتى البالغون منهم ليسوا مجرمين بطبيعتهم كما ادعى الإستعمار و أن كل الجرائم المرتكبة كانت نتيجة مباشرة للوضعية الاستعمارية التي خلفت الخوف و العنف و الرعب و اليتم و الفقر و التشريد مما طلع على سلوك الكثير من هؤلاء مظاهر العنف و الخشونة و الانخراط في مجموعات منحرفة.
كما أن ما اعتبره الاستعمار إجراما هو ليس كذلك لانه كل ما كان يقوم به بعض الأفراد الجزائريين هو عبارة عن اتصالات مرتبطة بالحروب الاستعمارية، أما بعد الاستقلال فقد اعتبرت المشاكل المصاحبة للتغير الاجتماعي كعوامل مساعدة للجريمة و جنوح الأحداث في الجزائر المعاصرة.
فبالموازاة مع أثر الاستعمار فإن مشاكل التمدن و التنمية الاقتصادية و الاجتماعية ذات علاقة متينة بعوامل الجريمة في الجزائر و التي تمثلت خصوصا في مايلي:
- الهجر الريفي.
- التمدن الذي كان أسرع من التصنيع.
- النمو الديمغرافي.
- أثر التصنيع في تغير البنى الإجتماعية.
- عمل المرأة في الأرياف و المدن و أثر ذلك على دور العائلة في التربية.
- الفقر و البطالة.
- الأمية و نقص التعليم.
- مشاكل السكن و الصراع العائلي و الطلاق و نقص وسائل الترفيه.
- نقص وسائل الاعلام الوطنية و التأثير السلبي لوسائل الاعلام الغربية.
كل هذه التغيرات كانت مصدر للجنوح و الانحراف و الجريمة زيادة على ذلك يمكن أن نذكر أسباب الجرائم في الجزائر بأنه ذلك التغير الاجتماعي الذي زعزع البنى الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و خاصة العائلة التي انتقلت من النموذج الموسع الى النموذج النووي، كما ظهرت طريقة حياة جديدة في المناطق الريفية و تعرض المهاجرين لعملية تمزيق خلال عملية التثاقف( تداخل الثقافات ) في المناطق الحضرية حيث يتأثر الشباب بهذا التغير.

حجم و أنماط الجريمة في الجزائر

- اذا اتبعنا بتطور الأرقام حجم الجريمة في الجزائر منذ الاستقلالنجد أن هذه الأرقام تتجه نحو التصاعد و الارتفاع خاصة منذ سنة 1976 الى غاية يومنا هذا، و هذا ما يجعلنا نستنتج أن هذه الظاهرة ستصبح أكثر خطورة.
- تتميز ظاهرة الاجرام أيضا بأنها مهمة و خطيرة في المجتمع الحضري ولو أن الكثير من المناطق الريفية بدأت تعرف ارتفاعا معتبرا لظاهرة الإجرام.
- ظهور زيادة كبيرة في معدلات الجريمة بين فئة الصغار الأقل من 18 سنة التي سجلت ارتفاعا في الآونة الأخيرة.
- ظهور ارتفاع كبير في حجم المجرمين الذكور مقارنة بالإناث التي لم تمثل نسبتهن سوى 5% بسبب الإجرام النسوي الخفي ( البغاء الخفي ) و الأخذ بعين الاعتبار شرف الأسرة انطلاقا من الدين و العادات و التقاليد و الأعراف.
- تتمثل ظاهرة الإجرام في أن الفئة العمرية 16-18 سنة بالنسبة للجانحين، و الفئة العمرية 25 سنة بالنسبة للبالغين هي أعلى نسبة مقارنة بفئات السن الأخرى.
- تتجه ظاهرة الاجرام نحو الإجرام الأكثر عنفا حيث اتخذت مخالفة القتل و الضرب والجرح العمدي منعرجا خطيرا في الجزائر حاليا.
- تتميز هذه الظاهرة أيضا بأن أكثر المخالفات هي مخالفات ضد الأملاك، تليها المخدرات، ثم الضرب و الجرح العمدي، ثم الجرائم الجنسية، الجرائم الأخلاقية و الجرائم الإقتصادية.
- تتميز ظاهرة الإجرام بكثرة العود الى الجريمة.
- تتميز أيضا بظهور جرائم لم يكن لها نفس الاتجاه في الماضي و هي ظهور جرائم الاتجار في المخدرات، الفتح الكبير لبيوت الدعارة، قتح بيوت الدعارة للرجال، زنا المحارم، بيع الخمور.

- تتميز بظهور تطور ملحوظ لعصابة المجرمين التي أصبحت تضم في كثير من الأحيان الجنسين ذكور و إناث.

إرسال تعليق

 
Top