يعد علم النفس الجنائي أحد فروع  كل من علم النفس العام و علم الجريمة، كما أعطت أعمال المدرسة الايطالية و على رأسها " لمبروزو " دفعا قويا لهذا التخصص.
و عليه فقد حدد هذا العلم بأنه يهتم بدراسة الأحوال النفسية للمجرمين كمستوى ذكائهم و غرائزهم و انفعالاتهم و مدى تأثيرها على أنواع السلوك الإجرامي الذي يرتكبونه.(1).
كما يعرف علم النفس الجنائي على أنه فرع من فروع علم الإجرام، ينطوي على بحث العوامل النفسية للجريمة، من خلال نظريات المذهب النفسي، التي أعطت أهمية للأمراض النفسية و الاضطرابات العاطفية و العقد و التخلف النفسي، و الطابع الغالب على هذا المذهب يتمثل في نظرية  " سيجموند فرويد " الذي جعل اللاشعور و الإحباط محور بحثه في نشوء تلك العلل النفسية.(2).
و في ضوء نظرية " فرويد " و نظريات العلماء الآخرين، يمكن تحديد العوامل النفسية للجريمة بخمسة علل نفسية هي:
الاختلالات الغريزية / العواطف المنحرفة / العقد النفسية / الأمراض النفسية / التخلف النفسي.
كما يعتبر علم النفس الجنائي من جهة أخرى بوصفه دراسة نفسية فرعا من فروع علم النفس، و هو العلم الذي يبحث ملكات التفكير و الظواهر النفسية المختلفة، الشعوري منها و غير الشعوري، و جمع وتنظيم المعلومات سواء عن طريق المشاهدة أو التجربة أو التحليل، ورد هذه الظواهر الى قوانين نفسية يمكن استخدامها في الحياة العلمية استخداما موفقا.
و يعد علم النفس الجنائي كفرع تطبيقي لعلم النفس الشواذ، و أخذ يدرس أصل الجريمة و طبيعتها باعتبارها نوعا من السلوك المنحرف المضاد للمجتمع، كما اهتم بدراسة شخصية المجرم من حيث تكوين شخصيته و الأسباب التي تدفعه الى الاجرام، كما اهتم هذا العلم بأنجح الوسائل في علاج المجرم و إصلاحه و ملائمة العقوبة لشخصيته و الجريمة التي ارتكبها.(3).
و يمكن تلخيص اهتمامات علم النفس الجنائي في النواحي التالية:
- اكتشاف الجريمة و تحديد المجرم على أساس علمي إنساني يحقق العدالة و الرحمة.
- دراسة السلوك الاجرامي من حيث أسبابه و دوافعه الشعورية و اللاشعورية مما يساعد على فهم شخصية المجرم و وضع العقاب و العلاج المناسب.
- دراسة الظروف و العوامل الموضوعية التي تهيئ للجريمة و تساعد عليها.
- تصنيف المجرمين طبقا لأعمارهم و جرائمهم و حالاتهم النفسية و العقلية بقصد تحديد أنواع الرعاية و الاصلاح بالنسبة لكل منهم.
- دراسة شخصية الشهود و رجال القضاء و منفذي القانون.
- تتبع المجرم بالدراسة و الرعاية بعد انتهاء مدة العقوبة حتى لا يعود للجريمة مرة أخرى.
و عليه يعد هذا الفرع من فروع العلوم الجنائية جد هام في دراسة كل من الجريمة و الانحراف، كما أنه يسمح لنا بفهم كل الأطراف التي تقوم بتناول كل من المجرم و الجريمة إما بالدراسة، أو العلاج أو الردع.
حيث كما أشرنا في تعاريف لهذا العلم أنه يهتم ليس فقط بالمجرم بل بكل من القاضي، المحامي و غيره من الأطراف الأخرى، و ذلك للخروج بالحلول اللازمة إما العلاجية أو الردعية، بالإضافة الى شخصية المجرم و المنحرف.




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
01 / اسحاق ابراهيم منصور: موجز في علم الإجرام و علم العقاب، ص13.
02 / د. أكرم نشأت إبراهيم: علم الاجتماع الجنائي، الدار الجامعية للطباعة و النشر، بيروت، ص 14.
03 / ويكيبيديا: الموسوعة الحرة، مادة علم النفس الجنائي.
 
Top